نظمت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مساء اليوم الجمعة بالقنيطرة ، ندوة علمية في موضوع "انتفاضة القنيطرة في غشت 1954 ضد المستعمر .. تثمين لقيم الوطنية والمواطنة"، وذلك إحياء للذكرى 61 لانتفاضة المدينة ضد الاستعمار الفرنسي. ويندرج هذا اللقاء الذي احتضنه الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي للمقاومة وجيش التحرير، في إطار الاحتفاء وتكريم شهداء هذه الانتفاضة المجيدة، التي أعطت مثالا في التضحية والوفاء والدفاع عن حوزة الوطن ومقدساته وبصمت على تاريخ نضالي حافل لأبناء جهة الغرب الشراردة بني احسن. وأكد السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في كلمة بالمناسبة، أن هذه الانتفاضة تعد محطة مفصلية و"حدثا تاريخيا نحتفي به ونستحضر الدروس والعبر ونستلهم القيم والمعاني والمثل العليا ومكارم الأخلاق". وقال المندوب السامي إن من شأن هذا اللقاء تسليط الضوء على أحداث تاريخية ما أحوج الأجيال الصاعدة الى معرفتها والاطلاع عليها لتتقوى فيها الروح الوطنية وحب الوطن. وأضاف أن هذا اللقاء يشكل وقفة للتأمل والتدبر فيما ينبغي عمله من أجل تثبيت قيم الإخلاص والالتزام والوفاء والتضحية والغيرة الوطنية لغرسها وزرعها في عقول وأذهان الأجيال لتظل وفية لتاريخها وماضيها والموروث التاريخي الذي خلفه الأسلاف الذين حملوا بتفان مشعل الحركة الوطنية. وأكد السيد مصطفى الكثيري أن "ذاكرة الشعوب هي مرآة أمجادها، وبطولاتها ونضالاتها لم تأت بالصدفة بل كان وراءها رجال ونساء صنعوا التاريخ وكانوا متشبعين بروح عالية نابعة من تعاليم الدين الإسلامي والسنة النبوية ومن المبادئ الوطنية التي نشرها الوطنيون ودافعوا عليها وضحوا من أجلها". وأبرز في هذا السياق أن مدينة القنيطرة تعتبر من المدن الرائدة في ملحمة الحرية والاستقلال حيث صنفها مجموعة من المؤرخين في المركز الثالث بعد الدارالبيضاء ومراكش من حيث حجم وعدد العمليات الفدائية مابين غشت 1953 ونونبر 1955. وتضمن هذا اللقاء العلمي مجموعة من العروض والمداخلات التي تناولت بالخصوص انتفاضة القنيطرة ومقاومة الكفاح الوطني ضد الاستعمار، والنظر إلى المقاومة باعتبارها وجها من أوجه الدفاع عن حقوق الانسان، والتاريخ العمراني للقنيطرة إبان مرحلة الحماية. كما تم بهذه المناسبة تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم القنيطرة عرفانا بما قدموه للقضية الوطنية من خدمات ووفاء لأرواح من ضحوا ذفي سبيل عزة البلاد وكرامتها.