خلدت أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، نهاية الأسبوع الماضي بسلا، الذكرى ال68 لانتفاضة 29 يناير 1944، وذلك بتنظيم مهرجان خطابي تم خلاله تكريم ثلة من رجال المقاومة اعترافا بتضحياتهم ونضالهم في سبيل الدفاع عن وحدة الوطن واستقلاله. وتم أيضا خلال هذا المهرجان الخطابي توزيع لوحات تقديرية وإعانات مالية على عدد من قدماء وذوي أسرة المقاومة وجيش التحرير. وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري في كلمة بالمناسبة، أن انتفاضة 29 يناير 1944 تشكل معلمة تاريخية بارزة في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال الذي خاض غماره الشعب المغربي دفاعا عن مقدسات الأمة وثوابتها الوطنية والدينية. وأشار إلى أنه في مثل هذا اليوم من سنة 1944 كانت حاضرة مدينة سلا مسرحا لانتفاضة عارمة عقب اعتقال سلطات الإقامة العامة لزعماء الحركة الوطنية على خلفية تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال. وأبرز أن إحياء هذه الذكرى بمدينة سلا، التي كان لها قصب السبق في هذه الانتفاضة تأييدا لمضمون هذه العريضة، يعد مناسبة للإشادة بالتضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء سلا التي يشهد لها التاريخ بالجهاد في سبيل حماية «مقدساتنا وثوابتنا الوطنية». واستحضر الكثيري أطوار هذه الانتفاضة لاستقراء دروسها وعبرها واستلهام معانيها ودلالاتها وما تختزنه من قيم ومقاصد نبيلة ومثل عليا ما أحوج الأجيال الصاعدة إلى الاغتراف من مخزونها. وأشار في هذا السياق إلى الخدمات الجليلة والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب المغربي في سبيل نصرة القضية الوطنية ومناهضة الاستعمار الأجنبي وتفاني أبنائه في الذود عن مقدسات البلاد وثوابتها. وتم خلال هذا اللقاء تقديم مشروع إحداث فضاء تربوي تثقيفي ومتحفي للمقاومة وجيش التحرير بمدينة سلا والذي يروم صيانة ذاكرة المقاومة الوطنية، حيث رصد لبناء هذا المشروع، الذي سيشيد على مساحة 600 متر مربع، مبلغ مالي يقدر بمليون و300 ألف درهم بمساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب 700 ألف درهم، والجماعة الحضرية لسلا ب300 ألف درهم، ومجلس عمالة سلا ب200 ألف درهم، والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ب100 ألف درهم.