نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم السبت بسلا، مهرجانا خطابيا احتفاء بالذكرى ال67 لانتفاضة 29 يناير 1944، تم خلاله إبراز الدلالات التاريخية والوطنية لهذا الحدث المتميز. وقال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، خلال هذه التظاهرة، إن هذه الإنتفاضة تعد محطة تاريخية في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال الذي خاضه العرش والشعب دفاعا عن الوطن والذود عن مقدسات الأمة وثوابتها. وأوضح السيد الكثيري أن إحياء هذه الذكرى الغالية يعتبر مناسبة لاستحضار الخدمات الجليلة والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب المغربي في سبيل نصرة القضية الوطنية ومناهضة الاستعمار الأجنبي وتفاني أبنائه في الذود عن مقدسات البلاد، مشيرا إلى أنها "فسحة لإبراز المساعي الحثيثة والجهود الموصولة التي تبذلها المندوبية السامية في سبيل الحفاظ على الذاكرة الوطنية والائتمان على موروثنا الحضاري". وأبرز في هذا الصدد، أن المندوبية تعمل على التعريف بتاريخ المقاومة الوطنية والمغاربية وأمجادها ومكارمها، وذلك بتنظيم ندوات علمية وأيام دراسية وإطلاق تسميات مرتبطة بأعلام المقاومة وجيش التحرير على الساحات والشوارع والمرافق العمومية وعلى المؤسسات التعليمية والتربوية، بالإضافة لفضاءات الذاكرة المفتوحة بالعديد من الأقاليم والعمالات. وأشار السيد الكثيري إلى أن إحياء هذه الذكرى هو أيضا استحضار لما تطفح به من "دروس بليغة وعبر ثمينة تدعو إلى التحلي بقيم الوطنية الصادقة والتشبع بفضائل المواطنة الحق والتي ما أحوج الأجيال الصاعدة إلى النهل من ينابيعها الفياضة والاغتراف من مخزونها المتدفق باعتبارها تذكي الحماس في نفوس الناشئة". كما أبرز أن إحياء هذه الذكرى بمدينة سلا يعد مناسبة "للإشادة بالتضحيات الجسيمة والأيادي البيضاء التي قدمها أبناء هذه الحاضرة المناضلة التي كان لها قصب السبق في هذه الانتفاضة العارمة تأييدا لمضمون وثيقة المطالبة بالاستقلال والدفاع عن مقدسات الوطن". وقد تميزت هذه التظاهرة، التي حضرها على الخصوص، عامل عمالة سلا السيد العلمي الزبادي ورئيس المجلس الجماعي لمدينة سلا السيد نور الدين الأزرق، بتقديم لوحات تذكارية على عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عرفانا بما قدموه من خدمات جليلة للقضية الوطنية.