نظمت المندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير،مهرجانا خطابيا احتفاء بالذكرى ال67 لتقديم وثيقةالمطالبة بالاستقلال، تم من خلاله إبراز الدلالات التاريخية والوطنية لهذا الحدث المتميز في تاريخ المغرب الحديث. وقال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، في كلمة خلال هذه التظاهرة،البارحة الاثنين، إن ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال تطفح بدروس ودلالات بليغة و تدعو إلى التحلي بقيم الوطنية الصادقة والتشبع بفضائل المواطنة الحقة، التي ما أحوج الأجيال الصاعدة والقادمة إلى النهل من ينابيعها الفياضة باعتبارها تحث على الانخراط في مسلسل البناء والنماء بقيادة جلالة الملك محمد السادس. وأضاف أن إحياء هذه الذكرى الغالية يعتبر مناسبة لاستحضار الخدمات الجليلة والتضحيات الجسيمة، التي قدمها الشعب المغربي، في سبيل نصرة القضية الوطنية ومناهضة الاستعمار الأجنبي وتفاني أبنائه في الذوذ عن مقدسات البلاد وثوابتها. وشدد على أن أسرة المقاومة وجيش التحرير تؤكد من خلال إحيائها لهذه الذكرى المجيدة التفافها حول جلالة الملك محمد السادس الذي يعمل جاهدا من أجل تجذير دعائم دولة المؤسسات وترسيخ أسس المجتمع الديمقراطي الحداثي في إطار من التلاحم والتمازج بين كافة شرائح الشعب المغربي وفعالياته المختلفة، وذلك في أفق مواجهة تحديات الألفية الثالثة وكسب رهانات التنمية المندمجة وتوطيد آفاق التعاون والتضامن بين الأقطار المغاربية. وأعرب عن الاستعداد الكامل والتعبئة الشاملة لأسرة المقاومة من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، مؤكدا عزم المغرب الأكيد على صون حقه المشروع في صحرائه وبلورة نظام جهوية موسعة تنسجم مع خصوصيات ومميزات المملكة ومقوماتها الحضارية. وعلى صعيد آخر، أكد أن هذه الذكرى تشكل فسحة لإبراز المساعي الحثيثة والجهود الموصولة التي تبذلها المندوبية السامية في سبيل الحفاظ على الذاكرة الوطنية والائتمان على الموروث الحضاري الوطني. وأبرز في هذا الصدد، أن المندوبية تعمل على التعريف بتاريخ المقاومة الوطنية والمغاربية وأمجادها ومكارمها، وذلك بتنظيم ندوات علمية وأيام دراسية وإطلاق تسميات مرتبطة بأعلام المقاومة وجيش التحرير على الساحات والشوارع والمرافق العمومية وعلى المؤسسات التعليمية والتربوية، بالإضافة لفضاءات الذاكرة المفتوحة بالعديد من الأقاليم والعمالات. وأضاف أن المندوبية تقوم أيضا باستنساخ الوثائق التاريخية المتوفرة داخل الوطن وخارجه وتسجيل الشهادات الحية والروايات الشفوية وتشجيع الدراسات والبحوث الجامعية وإصدار منشورات تتضمن دراسات وأبحاث وشهادات حول تاريخ المقاومة الوطنية ونشر مذكرات المقاومين وأعضاء جيش التحرير ومواصلة العمل بإصدار أجزاء موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير. وقد تميز هذا المهرجان بتكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عرفانا بما قدموه للقضية الوطنية من خدمات ووفاء لأرواح من استرخصوا دماءهم في سبيل عزة البلاد وكرامتها، إضافة إلى تسليم أوسمة تقديرية ممنوحة من الاتحاد العربي للمحاربين القدامى وضحايا الحرب لعدد من الشخصيات وشهداء ومقاومين وفعاليات لما قدمته من خدمات لأسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير.