نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الثلاثاء بالقنيطرة، مهرجانا خطابيا احتفاء بالذكرى ال`66 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال. وأكد السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في افتتاح هذه التظاهرة التي نظمت بتعاون مع ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن، أن ذكرى وثيقة المطالبة بالاستقلال يوم 11 يناير 1944 تشكل مناسبة لاستحضار دلالات محطة وازنة ومتميزة وحاسمة في مسيرة الكفاح الوطني، من أجل تحقيق الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية.
وأشار السيد الكثيري إلى أن حاضرة القنيطرة انتصبت دوما مهدا للوطنية وقلعة للصمود والتحدي، واضطلعت دوما بحضورها الوازن في تاريخ المغرب، وقال "إن هذه الذكرى يعتبرها المؤرخون والمحللون السياسيون حدثا جيليا نوعيا في تاريخ المغرب المعاصر لما يجسده من دلالات عميقة وقيم نبيلة وما يعبر عنه من مواقف وطنية رائعة تبرز عزة الأمة وكرامتها".
وأضاف المندوب السامي أن هذه الذكرى تستوجب الوقوف عندها للتعريف بمضامينها وتراثها النضالي وتلقين فصولها للأجيال الناشئة والمتعاقبة حفاظا على الذاكرة الوطنية لمواصلة تنشئة الإنسان المغربي المتشبع بالروح الوطنية الحقة والقيم التاريخية، داعيا إلى نشر قيم الوفاء والتضحية والوطنية والتماسك في مواجهة كل التحديات لكسب رهانات التنمية الشاملة والمستدامة.
وأشار إلى أن أسرة الحركة الوطنية، وهي تستلهم القيم المثلى من هذه الذكرى المجيدة، لتؤكد وتجدد وقوفها الدائم من أجل صيانة الوحدة الترابية والمكاسب الوطنية.
وأعلن السيد الكثيري، من جهة أخرى، عن انطلاق البرنامج المرحلي الرابع للمندوبية برسم 2010-2012 من أجل تحقيق أهدافها ومقاصدها، موضحا أن من بين أهم أهداف هذا البرنامج تجديد انتخاب أعضاء الهيئة التمثيلية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بما فيها اللجن المحلية والمجالس الإقليمية والمجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
وأكد عدد من المتدخلين، خلال هذا اللقاء، أن معاني ودلالات هذه الذكرى التاريخية ستبقى راسخة في أذهان المغاربة، وتبرز التلاحم الوثيق بين العرش والشعب.
وتم بالمناسبة، توزيع إعانات مادية ومساعدات اجتماعية على بعض المقاومين وأراملهم، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه الإعانات المقدمة من طرف المندوبية السامية 45 مستفيد ومستفيدة، بغلاف مالي يقدر بحوالي 118 ألف درهما.
كما تم منح جوائز مالية تحفيزية لطالبين جامعيين بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة فازا في المسابقة الخاصة باختيار أحسن بحث جامعي برسم الموسم الجامعي 2008-2009 في مواضيع ترتبط بالتاريخ الوطني والمقاومة.