احتفلت أسرة المقاومة بالجهة الشرقية، وم الاثنين بوجدة، بالذكرى ال56 لانتفاضة16 غشت1953 التي تعد حدثا بارزا يمثل الشرارة الأولى لثورة الملك والشعب. وبهذه المناسبة، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتنسيق مع ولاية وجدة، تجمعا خطابيا أكد خلاله المتدخلون على الأهمية الكبيرة والدلالات العميقة للاحتفال بهذه الذكرى، مجددين في نفس الوقت الارتباط الوثيق الذي يجمع سكان مدينة وجهة وجدة بالعرش العلوي. كما شددوا على شجاعة والتضحيات الجسام لساكنة المنطقة الشرقية لافشال مخططات قوات الاستعمار إلى جانب التعبئة الدائمة للدفاع عن القيم المقدسة والثوابت الوطنية والوحدة الترابية للمملكة. وأشار مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إلى أن يوم16 غشت1953 سيبقى خالدا في ذاكرة الاجيال المتوالية والسجل التاريخي لبلادنا الحافل بالملحمات، مؤكدا أن الأمر يتعلق بحدث بارز في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال. واعتبر الكثيري هذه الانتفاضة، التي عرفت مشاركة جميع الشرائح الاجتماعية، غنية بالعبر التي يتعين تلقينها إلى الاجيال الصاعدة والمستقبلية من أجل النهوض وترسيخ قيم الوطنية. وبعد أن أشار إلى افتتاح متحف للمقاومة بوجدة مستقبلا، ذكر الكثيري بالمنجزات التي تحققت لفائدة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأسرهم في مختلف المجالات (التغطية الصحية والسكن الاجتماعي والتشغيل ...), والجهود المبذولة لتحسين ظروف عيش هذه الشريحة الاجتماعية، وذلك طبقا للتعليمات الملكية السامية. من جهة أخرى، عبر الكثيري عن اعتزاز أسرة المقاومة وجيش التحرير بالتطورات والمكتسبات التي حققتها المملكة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس والعناية السامية التي يوليها جلالته للمنطقة الشرقية. وأضاف أن أسرة المقاومة وجيش التحرير تجدد دعمها للمبادرة المغربية الهادفة إلى منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تقدم حلا واقعيا لنزاع مفتعل عمر طويلا. وفي ذات السياق، ذكر الكثيري بالدعوة التي اطلقها المغرب لفتح الحدود مع الجزائر في أفق إعادة إعطاء دينامية جديدة للعلاقات الثنائية والنهوض ببناء الاتحاد المغاربي. وقد تم خلال هذا اللقاء، الذي حضره على الخصوص والي الجهة الشرقية وعامل ولاية وجدة أنجاد السيد محمد الابراهيمي وسفير المغرب بموسكو السيد عبد القادر لشهب (ابن المقاوم محمد لشهب) وعدة شخصيات، تكريم عدة رموز للمقاومة في المنطقة وتقديم مساعدات مالية لبعض أفراد أسرة المقاومة. قبل ذلك، قام مصطفى الكثيري ومحمد الابراهيمي بزيارة ساحة «16 غشت»، حيث أزاحا الستار عن لوحة تذكارية تقدم للزائرين لمحة عن هذا الحدث الخالد (انتفاضة16 غشت)، في حين تم إطلاق أسماء لبعض رموز المقاومة بهذه المنطقة على شوارع بمدينة وجدة. ويتعلق الأمر بالمقاومين عمر الريفي والرحموني بوعلام ومحمد قهوجي ومحمد لشهب ومحمد لغرابطي. كما حل الكثيري، بعد وجدة، ببركان حيث حضر تجمعا خطابيا نظم احتفاء بالذكرى56 لانتفاضة تافوغالت (اقليمبركان).