أحيت أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وأعضاء جيش التحرير، يوم الأربعاء بمكناس، الذكرى ال72 لمعركة ماء بوفكران التي تعتبر معلمة تاريخية بارزة في مسيرة الكفاح الوطني البطولي من أجل تحقيق الاستقلال. وقد تميز حفل إحياء ذكرى هذه المعركة الخالدة، الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتنسيق مع ولاية جهة مكناس تافيلالت وعمالة مكناس ، ببرنامج خطابي ألقيت فيه كلمات وقدمت فيه شهادات تشيد بهذا الحدث التاريخي وتستعرض صوره وتبرز دروسه التي ترصع سجل الكفاح الوطني المغربي. واعتبر السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير, في كلمة بالمناسبة, أن ذكرى معركة ماء بوفكران التي خاضها أبناء مدينة مكناس وضواحيها يومي فاتح وثاني شتنبر من سنة1937 , من أغلى الذكريات الوطنية ومحطة تاريخية هامة في مسيرة الجهاد من أجل عزة الوطن وكرامته. واستحضر السيد الكثيري أطوار هذه الملحمة الخالدة التي خاضها المكناسيون للتصدي لأطماع المعمرين المستوطنين الذين حولوا مياه بوفكران لصالحهم وصادروا حق السكان في سقي أراضيهم, مما جعل المدينة مسرحا لانتفاضة شعبية تزامنت مع سلسلة من المواقف الوطنية. كما أكد أن تخليد ذكرى هذه المعركة يعتبر مناسبة لإبراز ما تختزنه من دروس وعبر ودلالات عميقة لتستفيد منها الأجيال الصاعدة وملامسة أطوار الجهاد المقدس الذي خاضه العرش والشعب ضد المستعمر. وقد تم خلال هذا الحفل, الذي حضره بالخصوص والي جهة مكناس تافيلالت عامل عمالة مكناس السيد محمد فوزي وعدد من المندوبين وأفراد من أسرة المقاومة, تكريم ستة مقاومين , إثنان منهم وافتهم المنية, وذلك وفاء لأعمالهم وتقديرا لتضحياتهم الجسام, حيث قدمت لهم دروع تذكارية تحمل عبارات التقدير. كما خصصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مساعدات مالية لأرامل عدد من المقاومين, فضلا عن تسليم شهادات تقديرية لستة طلبة فائزين في مباراة أحسن البحوث الجامعية برسم الموسم الجامعي2008 -2009 , التي تعالج مواضيع مرتبطة بتاريخ الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير, وتنظمها المندوبية السامية كل سنة في مبادرة منها لتشجيع البحث العلمي وصيانة الذاكرة الوطنية.