صرح المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكتيري, الاثنين الماضي بإقليم تاونات, إن تخليد الذكرى ال52 لبناء طريق الوحدةالتي تجسد أسمى صور العمل التطوعي وأروع مواقف التضامن والتعاون من أجل تقدم ورفعة المغرب المستقل, يؤرخ لإحدى المحطات التاريخية البارزة ضمن الكفاح البطولي من أطوار الجهاد الأكبر الذي أعطى انطلاقة خوض غماره بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس وإلى جانبه ولي عهده آنذاك جلالة المغفور له الحسن الثاني. وأبرز الكتيري خلال مهرجان خطابي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمكان انطلاق الورش التاريخي بالجماعة القروية زريزر, أن المناسبة فرصة لاستحضار الأبعاد العميقة والدلالات الرمزية لهذا الحدث التاريخي وما يختزنه من شيم الوطنية الخالصة وقيم المواطنة الايجابية الفاعلة. واعتبر المندوب السامي هذا الحدث مناسبة لاستعادة أجواء الحماس الفياض والتعبئة الشاملة للشعب المغربي وتجنده الكامل تحت قيادة العرش العلوي المجيد غداة الاستقلال لبناء الدولة الوطنية الحرة القادرة على صنع المعجزات وتحقيق الانتصارات المتوالية ومواجهة التحديات والعراقيل بعزيمة قوية وإيمان صادق للحاق بركب الأمم والشعوب المتقدمة. وأكد أنه إذا كانت أهمية بناء طريق الوحدة تكمن في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية فإن المؤرخين يجمعون على أن المشروع التاريخي الهام أحدث حركية استثنائية في المجتمع المغربيبتجنيده للطاقات وإذكائه للعزائم واستنفاره لقدرات الشباب المغربي. وأشار إلى أن جلالة المغفور له محمد الخامس قد أعطى في5 يوليوز من سنة1957 انطلاقة مشروع بناء طريق الوحدة التي شارك فيها جلالة المغفور له الحسن الثاني ولي العهد آنذاك كأول متطوع إلى جانب حوالي12 ألف شاب متطوع ينحدرون من جميع جهات المملكة والذي سبقته حملة تحسيسية حول أبعاد وأهمية هذا الانجاز التاريخي باعتباره تحديا ورهانا يتحتم كسبه. كما جددت أسرة المقاومة وجيش التحرير بهذه المناسبة موقفها المبدئي من قضية تثبيت الوحدةالترابية للمملكة مثمنة المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية في ظل السيادة الوطنية باعتبارها مقترح ينسجم مع الشرعية الدولية وآلية ديموقراطية كفيلة بإنهاء الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية وأبرز السيد الكثيري أن إحياء هذه الذكرى الوطنية المجيدة فسحة تجدد من خلالها أسرة المقاومة وجيش التحرير التفافها حول جلالة الملك محمد السادس , وحرصها على تلقين وتزويد الأجيال الناشئة والمتعاقبة بالمعاني والقيم والمثل العليا التي تحث على التحلي بالوطنية الخالصة والمواطنة الإيجابية. وبهذه المناسبة, نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتعاون وشراكة مع جامعة محمد بن عبد الله وكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس بفاس ندوة علمية بمقر عمالة إقليم تاونات, تمحورت حول """"طريق الوحدة في الصحافة المغربية """" وطريق الوحدة تجسيد لوحدة المغرب """" والمشروع المجتمعي لطريق الوحدة """". وقد توج برنامج الاحتفال بالذكرى ال52 بتكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير, كما تم توزيع مساعدات اجتماعية وإعانات مالية على عدد من المنتمين لهذه الأسرة المكافحة الجديرة بكل عناية ورعاية. كما قام المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعامل عمالة إقليم تاونات والوفد المرافق لهما بزيارة للنصب التذكاري المؤرخ لحدث بناء طريق الوحدة, وكذا زيارة معرض الصور الموثقة لهذا الحدث الوطني الوازن والمتميز برحاب المتحف الإقليمي للمقاومة16 نونبر بإقليم تاونات. وقد تم بهذه المناسبة توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والبرنامج الإقليمي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي لتاونات والمجلس الجماعي لغفساي لانجاز الفضاء المتحفي بمرافقه التربوية والتثقيفية الوطنية والمواطنة الايجابية.