نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير, الاثنين الماضي بإقليمالرشيدية, مهرجانا خطابيا تخليدا للذكرى ال75 لمعارك جبل بادو, التي جسدت ملحمة بطولية في رقيم الذاكرة الوطنية. وأشار بلاغ للمندوبية إلى أن مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير استعرض في كلمة, خلال هذا المهرجان, الذي حضره عامل الإقليم السيد عبد الله عميمي وأعضاء الهيئات التمثيلية لأسرة المقاومة وساكنة الإقليم, الفصول الوضاءة للمعارك الضارية التي دارت رحاها خلال شهر غشت1933 بقيادة البطل زايد وسكونتي ذودا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية. وأوضح الكثيري أن ملحمة معارك جبل بادو تعتبر امتدادا لسلسلة من محطات الكفاح البطولي التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد ضد الوجود الاستعماري وسجل خلالها المجاهدون أروع صور الصمود والتحدي حيث وقف أبطال قبائل آيت حدو وآيت مرغاد الأشاوس في وجه الجيوش الجرارة للعدو بكل استماتة رغم قلة عددهم وعدتهم. وأكد المندوب السامي أن تخليد هذه الذكرى والاحتفاء بأبطالها الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن حياض الوطن والذود عن وحدته الترابية يعتبر مناسبة لاستلهام قيم هذا الحدث التاريخي البارز وتنوير أذهان الناشئة والشباب والأجيال الصاعدة بما يطفح به من دلالات عميقة وأبعاد سامية لإذكاء مشاعر الاعتزاز بالأمجاد الوطنية وترسيخ روح المواطنة الإيجابية والوطنية الصادقة في وجدانها وحثها على الانغمار بفاعلية ومثابرة في المسيرات الرائدة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس. وفي هذا السياق, استعرض الكثيري مجموعة من المبادرات التي تضطلع بها المندوبية السامية لإشاعة منظومة القيم الخالدة التي تطفح بها ملحمة معارك بادو من خلال تكريم أعلام الوطنية والمقاومة من معتقلي أغبالو نكردوس, فضلا عن النهوض بمجال التدوين والتوثيق وإبراز الأمجاد التاريخية وإبرام بروتوكول اتفاق مع قطاع التربية الوطنية لإطلاق تسميات لها ارتباط بملحمة الاستقلال والوحدة على المؤسسات التعليمية. وأبرز المندوب السامي, بالمناسبة, حصيلة المكاسب والمنجزات المحققة لفائدة المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير في المجالات الاجتماعية والصحية والتشغيلية والتاريخية على خلفية برامج العمل الممتدة لتدبير الشأن العام لقطاع المقاومة وجيش التحرير. من جهته, نوه رئيس المجلس الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالصفحات الوضاءة التي خطها أبناء إقليمالرشيدية الأشاوس في مسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية, مؤكدا على التعبئة الشاملة والتجند التام للساكنة للإسهام في مسيرات البناء والنماء والتحديث التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وقد نظم بالمناسبة حفل تكريم ثلاثة منتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير حيث سلمت لهم لوحات تقديرية عربون وفاء وإجلال لمكرماتهم وبطولاتهم وتضحياتهم في حقل المقاومة وجيش التحرير, كما تم توزيع مساعدات اجتماعية وإعانات مالية على بعض المستحقين للدعم المادي والاجتماعي من أسرة المقاومة وجيش التحرير, وكذا تسليم جائزتين لطالبين فازا في مسابقة اختيار أحسن البحوث الجامعية التي قاربت موضوع الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير. المغربية