صورة قاتمة رسمها مهنيو الصحة بالمستشفى الجهوي الغساني بفاس، بعد أن تمكنت عدوى كورونا من إسقاط 6 أطباء، و7 ممرضين و 5 حراس بمصلحة المستعجلات، إلى جانب إصابات أخرى بباقي مصالح المستشفى، مما يهدد الأطر الصحية بإنهاك وظيفي واحتراق نفسي يسير بقسم المستعجلات نحو المجهول. وحذرت تنسيقية نقابية بالمدينة من الوضع الكارثي الذي تعيشه المستشفى بسبب ما وصفوه ب "آثار السياسات غير العادلة التي تنهجها الحكومة والوزارة الوصية .. والتي يتجرع علقمهما مهنيو الصحة جنود الصفوف الأمامية في معركة فيروس كورونا"، وفق البلاغ الذي حذر من دخول الأطقم الطبية في حرب مع خصم مجهول بدون وسائل حماية، مما حول المستشفى إلى بؤرة للوباء في ظل عشوائية التخطيط من طرف المسؤولين على القطاع الصحي، مما تسبب في إنهاك جسدي ونفسي للأطر الطبية. البلاغ الذي حمل توقيع التنسيق النقابي بفاس لكل من المكتبين الإقليميين للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، والنقابة الوطنية لقطاع الصحة العضو بالكونفدرالية العامة للشغل بفاس، والمكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة العمومية العضو المؤسس في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، دق ناقوس الخطر، كما سجل استغرابه من حالة الاستياء والتذمر والجفاء التي قوبلت بها جهوده من طرف المواطنين، في وقت يتساقطون فيه تباعا خلال المعركة ضد الوباء، في أجواء يشيع فيها الضغط، والتخبط والارتجالية في التسيير من طرف المسؤول الجهوي والذي هو المندوب الإقليمي بالنيابة. وبلغة واضحة ومباشرة، أعلن التنسيق النقابي بفاس، مصلحة مستعجلات المستشفى الجهوي الغساني بفاس مصلحة موبوءة ومنكوبة، كما عبروا عن استيائهم من استخفاف المسؤول الجهوي بصحة الأطر الصحية والمواطنين وتعريض حياتهم للخطر بسبب الارتجالية في التدبير ونهج سياسة فرض الأمر الواقع وعدم قيامه بالإجراءات الوقائية اللازمة، وفشله في التنسيق بين مختلف المستويات مما يخلق اكتضاضا بمستعجلات المستشفى الجهوي يفوق قدرتها وطاقتها الاستيعابية ويولد ضغطا كبيرا على أطر المصلحة المنهارة أصلا وطالبت التنسيق بضرورة تبسيط المساطر والاجراءات لإنجاز تحاليل واختبارات الكشف بشكل دوري ومواكبة وتتبع حالتهم الصحية الجسدية والنفسية وضرورة تخصيص وحدات وأجنحة لإستشفاء المصابين منهم بالمركز الاستشفائي الجهوي الغساني والاعتناء والتكفل بهم و ذويهم بشكل لائق، مع تعزيز مصحلة المستعجلات بالأطقم الصحية لضمان استمرارية الخدمات الصحية والاستعجالية وإخراجها من المآزق والسكتة القلبية الموشكة بعد سقوط جل أطر المصلحة بالوباء ودخولهم في مراحل متقدمة من الإنهاك المهني والاحتراق النفسي والمحاولات المتكررة للأطباء الداخليين للتوقف عن القيام بمالداومة بسبب انعدام الأمن وشروط السلامة وضغط العمل.