قال تنسيق نقابي ثلاثي إن مهنيي الصحة بالمستشفى الجهوي الغساني بفاس يتساقطون تباعا، ويدخلون مراحل متقدمة من الإنهاك الوظيفي والاحتراق النفسي، ومصلحة المستعجلات تسير نحو المجهول. وأكد التنسيق في بلاغ له أن مهنيي الصحة يعملون وجها لوجه أمام الفيروس في ظل محدودية وسائل الوقاية وغيابها أحيانا، مما أدى إلى الإيقاع بهم الواحد تلو الآخر، بحيث تغيب الراحة ويحضر العمل المتواصل والضغوط النفسية والإنهاك، إضافة إلى مخاوف نقل العدوى لأسرهم.
وأكد التنسيق أن مهنيي الصحة يشتغلون في ظروف أقل ما يقال عنها أنها قاسية، ومن لم يصب منهم بالفيروس فقد دخل في مراحل متقدمة من الإنهاك بسبب الضغط على مستشفى الغساني والارتجالية في التسيير من طرف المديرية الجهوية. وسجل التنسيق تحول مصلحة المستعجلات بمستشفى الغساني إلى بؤرة لتفشي العدوى، وتسجيل ارتفاع كبير في صفوف الأطر الصحية، كان آخرها إصابة ست طبيبات وأطباء من أصل تسعة، وسبع ممرضين وممرضات يشتغلون بالمصلحة، ناهيك عن خمس إصابات لدى حراس الأمن وإصابات أخرى بمصالح أخرى داخل المستشفى. وأعلن التنسيق الذي يضم كلا من النقابة الوطنية لقطاع الصحة، والنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، والنقابة الوطنية للصحة العمومية، أن مصلحة المستعجلات بالغساني باتت مصلحة موبوءة. واستغرب التنسيق النقابي الخرجة الإعلامية للمديرية الجهوية للصحة بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي لا تمت للواقع بصلة، وتغالط الرأي العام، معتبرة أنها بعيدة كل البعد عن الواقع المزري والكارثي داخل المصلحة. وناشد البلاغ المدير الجهوي لضرورة تبسيط المساطر لإنجاز اختبارات الكشف بشكل دوري ومواكبة حالتهم النفسية والجسدية، مطالبين في نفس الوقت بإقرار العدالة فيما يخص توزيع الموارد البشرية داخل الجهة، وخاصة بمستشفى الغساني الذي يعرف وضعا وبائيا مقلقا، وتعزيز مصلحة المستعجلات بالأطقم الصحية لضمان استمرارية الخدمات. وأكد التنسيق على ضرورة العمل من أجل إخراج المصلحة من السكتة القلبية الوشيكة، بعد سقوط جل أطر المصلحة بالوباء، ودخولهم في مرحلة متقدمة من الإنهاك، والمحاولات المتكررة للأطباء الداخليين التوقف عن القيام بالمداومة بسبب انعدام الأمن وشروط السلامة وضغط العمل. وشدد البلاغ على ضرورة وضع استراتيجية مستعجلة لتحديد مسارات ومسالك خاصة بالمرضى الإيجابيين بكوفيد، المتوافدين على المصلحة، والمرضي غير المصابين بشكل محكم ومنظم، يستجيب لشروط السلامة للحفاظ على الأطر الصحية والمواطنين، ويضمن السير العادي بالمصلحة. وخلص البلاغ إلى ضرورة أخذ جميع التدابير الاحترازية والوقائية الصارمة ومنها التعقيم المستمر لمصالح وأقسام المستشفى الجهوي الغساني.