مع تزايد عدد الإصابات بفيروس "كورونا" في المغرب، وتزايد الضغط على المستشفيات المستقبلة للمرضى، دعت هيئات مدنية ونقابية إلى توفير أقصى دراجة الحماية لمهنيي الصحة العاملين في المستشفيات، درءا لتعرضهم للإصابة بهذا الفيروس. الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة دعت الحكومة إلى تدارك النقص الحاصل في المعدّات الشخصية واللوازم الطبية الخاصة بوحدات العناية المركزة، وتوفيرها لجميع العاملين بقطاع الصحة لحمايتهم وحماية المرضى من الإصابة بالعدوى ونقلها إلى آخرين. ونبهت الهيئة ذاتها إلى أن النقص الملحوظ في المستلزمات الطبية والوقائية، كالأقنعة الطبية والقفازات ونظارات الوقاية وواقيات الوجه ومواد التعقيم والنظافة، "قد يعرّض للخطر حياة الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين الصحيين الذين يوجدون في الخطوط الأمامية". وأكدت أن مهنيي الصحة معرضون للإصابة بفيروس "كورنا"، سواء حين نقلهم للمرضى المصابين أو المشكوك في إصابتهم عبر سيارات الإسعاف أو حين إخضاع المصابين للرعاية في المستشفيات. ودعت الشبكة إلى إنتاج معدّات الوقاية باستعجال أو استيرادها وتوزيعها بأسبقية على الأطباء والممرضين ومختلف المهنيين بالمستشفيات والمستعجلات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف والمختبرات الطبية. في السياق ذاته، وجهت الجامعة الوطنية للصحة، التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، رسالة إلى مدير المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، دعته فيها إلى توفير الظروف العلمية وشروط الصحة والسلامة لمهنيي الصحة العاملين في المستشفى. وشددت الهيئة النقابية على ضرورة توفير أقنعة الحماية FFP2 لكل العاملين بالمركز الاستشفائي المذكور، تماشيا مع ما توصي به وزارة الصحة، وتوفير الأقنعة للمصابين المحتملين وموافقيهم وجميع المصابين بالتعفنات النفسية والحرص على استبدالها كل أربع ساعات. كما دعت إلى تجهيز كل الغرف والمرافق الاستشفائية والإدارية بسوائل التطهير وتعقيم اليدين، وتوفير لباس خاص بالممرضين والأطباء الذين يتعاملون مع المرضى المصابين بفيروس "كورونا"، ولباس غرفة الجراحة بالنسبة إلى العاملين الآخرين لتجنب نقل الفيروس. وتشتغل الأطقم الصحية في المستشفيات، التي تستقبل المصابين أو المشكوك في إصابتهم بفيروس "كورونا"، وسط ضغط متزايد، حتّم عليهم ملازمة مقرات عملهم. علاقة بذلك، بدأ النداء الذي وجهه مجموعة من الأطباء بمستشفى ابن رشد بمدينة الدارالبيضاء إلى عموم المواطنين، دعوا فيه من كان يملك شقة فارغة أو فندقا قريبا من المستشفى أن يمكنهم من أن يأووا إليه في الفترة الراهنة، تجنبا للعودة إلى بيوتهم، لما في ذلك من خطر احتمال نقل فيروس "كورونا" إلى عائلاتهم، يلقى تفاعلا من طرف المواطنين. الناشط الحقوقي عزيز إدامين، المقيم خارج المغرب، تفاعل مع نداء أطباء مستشفى ابن رشد، حيث وضع سيارته رهن إشارة أي واحد منهم لاستعمالها إلى غاية 20 أبريل، التاريخ المتوقع لرفع حالة الطوارئ الصحية؛ فيما اقترح الناشط الحقوقي خالد البكاري وضع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، القريب من مستشفى ابن رشد، رهن إشارة لأطباء المعنيين، طالما أن الدراسة متوقفة الآن.