مع انتشار فيروس كورونا لأكثر من 86 ألف حالة حول العالم، واقتراب عدد الوفيات من ثلاثة آلاف حالة، زاد الطلب على الكمامات الطبية من أجل الحماية خوفا من التقاط أو نقل العدوى، حيث ارتفع مستوى القلق حول العالم. وترافق القلق من كورونا المستجد مع زيادة كبيرة في الطلب على الكمامات من أجل الوقاية من هذا المرض، وشهدت أسعارها ارتفاعا كبيرا في بعض البلدان. يقول البروفيسور في علم الأوبئة بكلية الطب بجامعة أيوا في الولاياتالمتحدة إيلي بيرنسفيتش إن الكمامات غير ضرورية، وأن ارتداء الكمامة حتى في المجتمعات التي تشهد انتشار فيروس كورونا يمكن أن ينقل لك المرض، وفق تقرير نشره الموقع الإلكتروني فوربس. وحول ما إذا كان الإنسان يحتاج إلى ارتداء الكمامة خارج المنزل خوفا من الفيروس؟ يرد الطبيب بيرنسفيتش بأنها غير ضرورية، ويؤكد أن الإنسان العادي الذي يتمتع بصحة جيدة لا يجب عليه ارتداء الكمامة، ويشير إلى أنه لا يوجد أي دليل طبي على أن ارتداء الكمامات سيحميك من التقاط العدوى، خاصة أن الغالبية لا يرتدونها بشكل صحيح، ويمكن أن يزيدوا من خطر الإصابة لأنهم يلمسون وجوههم في كثير من الأحيان. ويوضح أن ارتداء الكمامة أمرا هاما لمن هم مصابين بالفيروس حتى لا ينقلونه إلى الأشخاص الأخرين، أو إذا كنت مصابا بإنفلونزا عليك ارتداء كمامة حتى لا تنقل العدوى لمن هم في المنزل أو حتى في خارجه. ويشير بيرنسفيتش إلى أنه هناك عدم إدراك لماهية الكمامات أو أقنعة الحماية التي تحمي من التقاط عدوى الفيروس، إذ أن ليس أي قناع للوجه قادر على حماية الإنسان من التقاط الفيروس، ويجب أن تحمل تصنيف حماية (N95) أو (FFP2) أو ما يعادلها، وهي تمتاز بأنها قادرة على حماية الإنسان من الفيروسات والجراثيم في الوقت ذاته، وهي تكون تضم « فلاتر » أو مرشحات مختلفة وتقوم بتنقية الهواء أثناء التنفس باتجاهين، إي عند دخول الهواء عبر الكمامة أو منها. ويضيف أن هذه الكمامات بعضها يمكن استخدامه مرة واحدة وبعدها يجب عدم استخدامه، أو يضم بعضها الأخر على « فلاتر » صغيرة يمكن تغييرها بعد كل استخدام مع إعادة تعقيمها. يجب أن تحمل الكمامات تصنيف N95 أو FFP2 لتكون فعالة في الحماية من الفيروسات والجراثيم يجب أن تحمل الكمامات تصنيف N95 أو FFP2 لتكون فعالة في الحماية من الفيروسات والجراثيم ويشير إلى أن من يرتدي الكمامات الطبية هم في الأإساس مدربون على طريقة استخدامها وكيف وضعها على الرأس بما يحد من إمكانية دخول إي شيء عبرها. ويرى بيرنسفيتش أن الخطورة في ارتداء الكمامات أنه يعطي شعورا زائفا بالأمان، خاصة إذا لم تقم بغسل يديك قبل وبعد خلع الكمامة. ويتخوف العاملون في القطاع الطبي من عدم توفر الكمامات الطبية لحمايتهم من التعامل مع الحالات المصابة بسبب نفاد الكميات المتوفرة والمتاحة للقطاعات الطبية المختلفة. وإن كان انتشار العدوى تراجع بصورة عامة في الصين بفضل تدابير حجر صحي شملت أكثر من 50 مليون شخص، فإن دولا أخرى تصبح بدورها مراكز لانتشار وباء كوفيد-19، وفي طليعتها كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران. وسجلت أول وفاة في الولاياتالمتحدة السبت، كما أعلنت أستراليا الأحد وفاة أحد الركاب السابقين في سفينة الرحلات « دايموند برينسيس » التي فرضت عليها اليابان الحجر الصحي أمام سواحلها، وهي أول وفاة في أستراليا. ورفعت منظمة الصحة العالمية الجمعة مستوى الخطورة نتيجة انتشار الوباء إلى « مرتفع جدا » ودعت جميع الدول التي لم يطلها بعد إلى الاستعداد لوصوله، محذرة بأن الاعتقاد بأن بلدا ما بمنأى عن كورونا المستجدّ سيكون « خطأ مميتا ».