ما يجري في مخيمات تيندوف بالجنوب الجزائري مقلق للغاية، ويجب أن يستنفر المجتمع الدولى والإنساني. عصابة تتحرك بأجندات مختلفة، تنكل بسكان ضاقوا درعا بوعود وهمية تبين زيفها، ولما انتفضوا وجدوا أمامهم بطشا شرسا يهدف إلى تكميم الأفواه وإرغام الناس على الرضى قسرا بالأمر الواقع. قبل أيام اعتقلت قيادة البوليساريو مدونين وعدد من الناس احتجوا على واقع مأساوي. ومنذ سنوات تواصل الآلة القمعية للعصابة إياها، مدعومة بالمخابرات الجزائرية وبعض الداعمين في المنطقة لأغراض ومصالح واضحة، التنكيل بأناس عزل اكتشفوا أخيرا أنهم ضحية أوهام لا يمكن أن تتحقق. ما يجري في مخيمات تيندوف منذ سنين جريمة ضد الإنسانية، حيث القمع والتنكيل والاعتقالات التعسفية والاختطافات والقتل والتعذيب، وكل صنوف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. مخيمات تيندوف اليوم، وكما دائما هي محتجز كبير وغيتو في الصحراء، يعيش فيه الأغلبية في عذاب أليم طال أمده، وقلة تغتني باستمرار بالمتاجرة في البشر. المتتبع لما يجري في مخيمات تيندوف، منذ سنوات، يقف على واقع يصعب استيعاب وجوده في القرن الواحد والعشرين. فبعد تهافت أطروحة الجمهورية الوهمية وزور وبهتان النضال من أجل الاستقلال، لم تعدم قيادة البوليساريو ومن يوجد خلفها حيلة القمع الشرس وامتهان كرامة الناس جهرا وعلانية وأمام الملأ. فقط هي الثورة في التواصل تكشف بعض ما يجري من قهر وظلم في حق عزل لا حول لهم ولا قوة. مخيمات تيندوف اليوم هي عار على جبين الإنسانية، لأن ما يجري هناك يفوق كل تصور. جوع وظلم وقهر وأمراض وبؤس، تلك أوصاف مهذبة لما يعانيه الأطفال والشيوخ والشبان، ليس لشيء سوى أنهم وجدوا أنفسهم حطبا لطموحات طغمة من الناس تسمي نفسها قيادة، ولمغامرة جيواستراتيجية لحكام في الجزائر يجد الشعب الجزائري اليوم في التخلص منهم. هي متاجرة لا يجب السكوت عنها، وعلى الكل أن يتحمل مسؤوليته، مغاربة ومنتظم دولي. ومن الواجب اليوم أن تكون مخيمات تيندوف في واجهة أجندة كل الأحزاب السياسية المغربية والمجتمع المدني والإعلام. يجب وضع المنتظم الدولي أمام مسؤوليته لتخليص نفوس غرر بها وتم تسويق الوهم لها وفي الأخير يتم التنكيل بها بأبشع الطرق...