بوابة الصحراء: حكيم بلمداحي ما يجري في مخيمات تيندوف في الجنوب الجزائري من خرق لحقوق الإنسان، شأن مغربي بامتياز. الذين يقتلون هناك ويقمعون، لأنهم لا يسايرون أسلوب قيادة البوليساريو، أو بالأحرى لا يسايرون الموظفين عند حكام الجزائر في قيادة البوليساريو، تربطهم بنا أواصر الانتماء.. الدولة المغربية والأحزاب السياسية والمجتمع المدني مطالبون بالتحرك بشكل جدي وممنهج، لأن ما يواجهه الصحراويون في المخيمات يعتبر جريمة مكتملة الأركان، ضد الإنسانية، تفرض التحرك الجدي. مقولة «الوطن غفور رحيم» لم تعد كافية لأن هناك سياسة تعمل على محاولة تغيير معالم التركيبة البشرية لأبناء الأقاليم الجنوبية المحتجزين في قلعة عسكرية تسمى مخيمات.. والآلة الجزائرية تحفز موظفيها في قيادة البوليساريو من أجل فرض واقع يقوم على تخوين كل من لا يساير طرحها، وبالتالي شرعنة تقتيل واضطهاد المعارضين. لقد تابعنا في الأيام القليلة الماضية جريمة اغتيال شاب معارض للبوليساريو، بعدما سقط صريعا تحت التعذيب في سجن الذهيبية، وكيف عملت قيادة البوليساريو على تكييف الواقعة على أساس أنها انتحار، لولا أن الناس فطنوا للفضيحة وانتفضوا ضدها. وقبل يومين اجتمع قادة البوليساريو سريا، بمركب الحسين التامك بحضور وازن من المخابرات الجزائرية، وذلك في محاولة لتطويق قضية القتيل إبراهيم السالك، وتقديم شخص على أنه هو المعني بالتصفية، وذلك لذر الرماد في العيون. الاجتماع شدد على ضرورة إقناع سكان المخيمات بأن كل معارض للبوليساريو هو عميل للعدو وبالتالي فهو خائن. في نفس اليوم الذي وقع فيه الاجتماع السري، تعرض شاب للقتل برصاص الجيش الجزائري بالمخيمات، وذلك بعدما أطلق عليه جنود جزائريون وابلا من الرصاص وهو بداخل سيارة رفقة مجموعة من أصدقائه نجوا بأعجوبة من الهجوم. وقبل أيام أطلق ما يسمى بأمن البوليساريو الرصاص على محتجين بالقرب مما يسمى بمقر الأمانة العامة للبوليساريو. والأحداث من هذا القبيل تتواتر، منها ما يصل إلى الإعلام، ومنها ما يمر في السر دون أن يعلم به أحد سوى الضحايا والمعتدين. كل هذا يجري في وقت يتم التستر على قمع كل معارض لقيادة البوليساريو، هذه الأخيرة التي هي مجبرة على حماية مصالح الجزائر في القضية. إن ما تشهده مخيمات تيندوف من أحداث، وما ينبئ باندلاع حراك شعبي، يواجه بالنار والحديد وبقبضة عسكرية خشنة وقاسية. لهذا فإن الأمر يتطلب حركية مغربية فاعلة للتخفيف عن الضحايا، وفضح ما يتعرضون له أمام المنتظم الدولي. هي جرائم ضد الإنسانية تحدث يوميا في مخيمات تيندوف، والواجب، واجب المواطنة، وواجب الإنسانية، يفرض على المغرب بكل مكوناته السياسية والمدنية التدخل بقوة، نصرة للحق، ونصرة لمواطنين يتعرضون للظلم والقهر والإبادة، وكل ذنبهم أنهم وجدوا أنفسهم حطبا لحسابات جيواستراتيجية للدولة الجزائرية.