لازالت معاناة الناشط الصحراوي الشاب سيدي أحمد لعروسي بومهدي، وهو من مواليد مدينة الداخلة، وسبق له أن أمد هسبريس بتسجيلات حصرية تظهر الواقع الإنساني والحقوقي الخطير الذي يعيشه المعتقلون في سجن الذهيبية بالرابوني، (لازالت) مستمرة بمنعه من العودة إلى وطنه المغرب. وقال لعروسي، في تصريحات للجريدة، إنه تم نقله عنوة إلى مخيمات تندوف، وسلمته السلطات الجزائرية إلى ما يسمى مخابرات جبهة البوليساريو، التي أخفته في اليوم الذي زار فيه "بان كي مون"، الأمين العام للأمم المتحدة، مخيمات تندوف، ولم يُفرج عنه إلا بعد مغادرته المنطقة. ويسرد لعروسي حكايته مع السلطات الجزائرية وميلشيات البوليساريو بالقول إنه كان في الفترة الأخيرة بمدينة سيدي بلعباس ينتظر استكمال القنصلية المغربية إجراءات نقله إلى البلاد، مشيرا إلى أنه قبل ذلك بيوم واحد تعرض للاختطاف على يد المخابرات العسكرية الجزائرية في 18 دجنبر الماضي. ويُكمل الناشط روايته قائلا: "تم بعد ذلك التحقيق معي في ثكنات عسكرية تابعة للمخابرات الجزائرية في سيدي بلعباس، ونقلتُ إلى وهران، و"النعامة"، ثم المحطة الأخيرة كانت "بشار"، حيث أمضيت أزيد من شهرين، تعرضت خلالهما لأنواع من التعذيب النفسي والجسدي". وأردف المتحدث ذاته بأن ذنبه الوحيد أنه لجأ إلى القنصلية المغربية قصد عودته إلى الوطن، مشيرا إلى أنه التقى بقائد الناحية العسكرية الثالثة، اللواء السعيد شنقريحة، ومجموعة من القيادات المخابراتية العسكرية الجزائرية، الذين اتهموه بالتسبب في "انتفاضة الشعب الصحراوي". وكان شنقريحه، قائد ما يسمى الناحية الثالثة بقطاع تندوف، اتهم ضمن تسجيلات بثتها مؤخرا قناة "ميدي آن تيفي" المغرب بأنه يحتل الصحراء، ويعمل على زعزعة استقرار المنطقة، وإطالة أمد معاناة من سماه "الشعب الصحراوي"، مشيرا إلى اعتبار الجيش الجزائري للمغرب عدوا له. وكشف لعروسي، الذي سبق له أن انضم إلى "شباب التغيير"، المطالب بمحاربة الفساد والقمع داخل مخيمات تندوف، أن تلك القيادات العسكرية الجزائرية حاولت تجنيده لخدمة مصالحها في المنطقة، مبينا أن رده كان بأنه "مجرد مواطن مغربي وناشط حقوقي ومعتقل سياسي سابق، ومطلبه الوحيد لم شمله مع أفراد أسرته". وأفاد المتحدث ذاته بأنه يوجد حاليا بمخيمات تندوف، في انتظار أن تسمح له الأجهزة الأمنية الجزائرية بالعودة إلى بلاده، وبأنه "أشبه بأسير محكوم عليه بالإقامة الجبرية داخل سجن كبير"، مشيرا إلى أن "مصالح الخارجية المغربية على علم بحادثة اختطافه، لكنها لم تحرك ساكنا"، وفق تعبيره. وذكر لعروسي أنه سبق له أن قام بمعية ثلة من الشباب الصحراوي بتشكيل معارضة مسلحة للدفاع عن "الشعب الصحراوي"، حسب تعبيره، وحمايته من قوات القمع الجزائرية، وجلادي ميليشيات البوليساريو، وذلك سنة 2012، كما ذاق ويلات التعذيب في سجن "الذهيبية" بمنطقة الرابوني عدة أشهر، قبل أن يُطلق سراحه.