بوابة الصحراء: حكيم بلمداحي هل يمكن قراءة سحب موضوع قضية الصحراء من جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الأخيرة، توجها جديدا في التعامل مع القضية؟ الجواب عن هذا السؤال رهين بما سيأتي في القادم من الأيام. لقد عملت الديبلوماسية المغربية على تكثيف جهودها من أجل عدم إدراج موضوع الصحراء في أشغال الجمعية العامة، غير أن الجزائر ولوبياتها اشتغلا، بشكل مكثف، على أن يتم إدراج القضية في جدول الأعمال، وهو ما لم يتأت لها في الأخير بعدما تم سحب الموضوع في آخر لحظة. هل في الأمر انتصار لقضية المغرب العادلة؟ وهل سيتم إخراج الموضوع أصلا من اللجنة الرابعة بعدما لم يعد هناك وجود أي مبرر لذلك؟ كلها أسئلة الجواب عليها مرتبط بمسار الأحداث. إلا أن هناك مؤشرات على حدوث تغير على مستوى التعامل مع القضية. فعلى هامش دورة الجمعية العامة والتي أبعدت قضية الصحراء المغربية من مناقشاتها، هناك ثلاثة مؤشرات تسير في اتجاه أن تأخذ القضية الوطنية طريقها نحو الفهم الصحيح للمنتظم الدولي لقضية الصحراء. أولا: دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أطراف النزاع، المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو، إلى عقد لقاء تشاوري في جنيف مطلع شهر دجنبر القادم. وهي دعوة تعني بالدرجة الأولى أن حل قضية الصحراء لن يتأتى إلا بجلوس كل هذه الأطراف إلى طاولة الحوار، خصوصا الجزائر التي تعتبر الطرف الحقيقي في قضية الصحراء. فالجزائر هي التي تحتجز الصحراويين في مخيمات تيندوف، وتتحكم في قيادة جبهة البوليساريو، الذين ليسوا في آخر المطاف سوى موظفين لديها، وهي التي تناور من أجل خلق المتاعب للمغرب لأهداف جيواستراتيجية في المنطقة. ثانيا: هناك دعوة لإحصاء سكان تيندوف من أجل الوقوف على حجم المساعدات الإنسانية الموجهة لهؤلاء، والوقوف عند العدد الحقيقي لمن تعتبرهم الجزائر لاجئين وهم في حقيقة الأمر لا يملكون شروط اللجوء سواء بالتوصيف الأممي أو بالشروط المعيشية التي يوجدون فيها حيث لا يملكون حرية التنقل ولا حرية التعبير عن الرأي. ثالثا: دعوة أعضاء من الكونغريس الأمريكي إلى دعم المغرب وإدانة جبهة البوليساريو واعتبارها منظمة إرهابية تمولها إيران. وهذا الأمر أساسي يمكن أن يشكل تطورا في الموقف الأمريكي الذي سبق له أن وصف مقترح الحكم الذاتي بالجدي وذو مصداقية. النقاط الثلاث، التي يصادف إثارتها انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي الظرفية الدولية الحالية تؤشر على إمكانية حدوث انعطافة في قضية الصحراء المغربية. غير أن كل هذا لا يجب أن ينسينا الواقع المر الذي يعيشه سكان مخيمات تيندوف، والذين حان الوقت لرفع الظلم عنهم والاشتغال من أجل فك الحصار عنهم، خصوصا وأنهم يعيشون في ضيق مادي وسياسي جراء تجبر قيادة البوليساريو وجراء الحصار الذي تمارسه عليهم المخابرات الجزائرية.