ما يجري في مخيمات تيندوف يعنينا بشكل كبير، سواء كمغاربة تربطنا بالمحتجزين هناك، روابط الانتماء لنفس الوطن أو كمنتمين للإنسانية... مخيمات تيندوف تعيش منذ مدة أوضاعا مأساوية، حيث تمارس فيها كل الخروقات الجسيمة ضد حقوق الإنسان... هناك تهان كرامة الناس بشكل يومي، وتمارس في حقهم كل أشكال العنصرية والتسلط والتعذيب والحرمان من حرية التعبير ومن أبسط الحقوق الأساسية. في مخيمات تيندوف يعيش مواطنون، تربطنا بهم وشائج الوطنية، كرهائن، لحسابات سياسية تمارسها جبهة البوليساريو ومحتضنتها دولة الجزائر.. في تيندوف يتم استعمال ورقة مواطنين عزل مغلوبين على أمرهم ومحرومين من التحرك إلا بإذن، وذلك من أجل الاتجار في المعونات الدولية، ومن أجل ممارسة الاغتناء بكل الأساليب غير القانونية منها الاتجار الدولي في المخدرات وتجارة السلاح والتهريب وغيرها... في مخيمات تيندوف يستعمل الناس من أجل الضغط على المانحين، ومن أجل خلق توترات اجتماعية في عدة أماكن، وكل من احتج على هذا الوضع تلصق به تهمة الخيانة، وينكل به في غيطوهات يسمونها سجونا... قبل أيام أرسلت قيادة البوليساريو وحكام الجزائر شبانا من أجل الحصول على صفة بدون وطن في إسبانيا. وقبل أيام أيضا طالبت قيادة البوليساريو بحرمان شبان قادمين من تيندوف من ديبلومات حصلوا عليها في كوبا بعد جهد وكد، بدعوى هروبهم من المخيمات ورفضهم العودة إليها... قيادة البوليساريو وحكام الجزائر يحاولون فرض مغالطات لم يعد بإمكانها الاستمرار، وهي أن كل المحتجزين يؤمنون بأطروحة الانفصال ويؤمنون بممثل واحد لهم هو البوليساريو... هذا الأمر تغير اليوم بعدما ظهرت أشكال تعبيرية توضح فساد أطروحة الجبهة وحكام الجزائر... صحيح أن كذبة البوليساريو بدأت تنكشف، وما التعبيرات التي تتمظهر في عدة أشكال في تيندوف إلا دليلا على ذلك. لكن هذا لا يجب أن ينسينا كمغاربة أن إخوانا لنا يعيشون في تضييق ومعاناة لا تقبل منا الصمت. وأعتقد أن الأمر يجب أن يتجاوز طرح «الوطن غفور رحيم» والمرور إلى الإنقاذ. هناك ضرورة ملحة اليوم بالقيام بالضغط في المحافل الدولية من أجل تخليص المواطنين من كماشة الأطروحات الفانية... قولة الراحل الحسن الثاني «الوطن غفور رحيم» لم تعد كافية اليوم، لأن الناس في تيندوف ليست لهم الحرية في الاختيار أصلا. لذا يجب المرور إلى شكل آخر يضمن تخليص المحتجزين مما هو مسلط عليهم...