طالب مصطفى بنعلي، الأمين العام بالنيابة لجبهة القوى الديمقراطية السلطات المغربية بقطع مفاوضاتها مع البوليساريو، وقال في اجتماع لبرلمان حزبه انعقد يوم يوم امس في الرباط أن القيادة السياسية للبوليساريو لم تعد تمثل المواطنين المحتجزين بمخيمات تيندوف. وأوضح مصطفى بنعلي في سياق شرح موقف حزبه بأن جبهة القوى الديمقراطية تتابع عن كثب محاولات فرض تغيير جديد في تمثيل سكان مخيمات تيندوف. وأردف أن هذه المحاولات قادها الشباب وانخرطت فيها مختلف الأجيال، وواجهتها القيادة السياسية للبوليساريو بقمع شديد. واعتبر بنعلي أن ما يجري في مخيمات تيندوف فرصة ثمينة ينبغي اغتنامها لتعميق العزلة السياسية والتمثيلية للقيادة السياسية للبوليساريو. و دعا بنعلي إلى وضع حد للخلط بين البوليساريو كقيادة سياسية، تنبني على فكرة الحزب الوحيد، وبين المواطنين المحتجزين الذين تطيل القيادة السياسية أمد معاناتهم من أجل المتاجرة فيها. واستعرض بنعلي ظروف وملابسات تهجير سكان الصحراء إلى مخيمات تيندوف وفرض القيادة السياسية عليهم دون انتخاب. واعتبر أن المأزق الذي دخلته كل الانظمة التي انبنت على فكرة الحزب الوحيد هو نفسه الذي دخلته قيادة البوليساريو. وشدد بنعلي على أن المواطنين ضاقوا ذرعا من ويلات الاحتجاز وبدوءا في التعبير عن رفضهم للقيادة التاريخية المعمرة لحوالي أربعة عقود. وأوضح أن توالي الأيام يكشف مدى اتساع الهوة بينها وبين المواطنين اللذين تتجار في معاناتهم الانسانية. وطالب بنعلي منح سكان المخيمات حق التعبير وحرية التنقل والتجوال وحينها سيكتشف العالم حقيقة احتجاز هؤلاء المواطنين من عدمها، وأشار بنعلي إلى أن عددا من الأطر القيادية للبوليساريو استجابت لشعار الوطن غفور رحيم، وتساءل كيف لمواطنين يعيشون في ظروف إنسانية قاهرة أن يرفضوا العودة؟ وأكد بنعلي على أن جبهة القوى الديمقراطية تدين سياسة الكيل بمكيالين لقضايا حقوق الإنسان بالمغرب، وتوظيفها ضمن مسلسل مفضوح للنيل من الوحدة الترابية للمملكة. ودعا المتحدث الرأي العام الوطني المغربي إلى بناء مقومات ديبلوماسية استباقية، قادرة على كسر جدار الصمت عن القضايا الحقوقية الحقيقية، وعن الخروقات اليومية الفظيعة لأبسط الحقوق بمخيمات تيندوف.