والتحاق 15 شخصا بأرض الوطن فارين من مخيمات تندوف التحق السيد أحمد ولد سيدي أحمد ولد السالك ولد أكماش، المسؤول السابق ب(البوليساريو)، مؤخرا بأرض الوطن، تلبية للنداء الملكي السامي "إن الوطن غفور رحيم". وأعرب السيد ولد أكماش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن ولائه وإخلاصه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وعن تقديم فروض البيعة لجلالته، مؤكدا أن مقترح الحكم الذاتي بالصحراء الذي جاء به جلالة الملك، مبادرة محمودة وتعد "الحل الأمثل لمشكلة الصحراء على قاعدة لاغالب ولا مغلوب". وأضاف في هذا الصدد، أن هذا الحل يؤيده أغلبية المتواجدين في مخيمات تندوف جنوبالجزائر، ولكن هؤلاء "لا يستطيعون التعبير عن ذلك علانية نظرا لأشكال القهر وانعدام حرية التعبير التي تنهجها جبهة البوليساريو والجزائر في مخيمات تندوف"، مبرزا أنه "من حق الصحراويين أينما تواجدوا أن يتمتعوا بالسلم والأمان والعودة إلى ديارهم في الصحراء المغربية آمنين مطمئنين". ووجه السيد أحمد ولد سيدي أحمد ولد السالك ولد أكماش، عضو ما يسمى بالمجلس الوطني الصحراوي سابقا، نداء إلى الأممالمتحدة بجميع مكوناتها من مجلس أمن وجمعية عامة ولجنة رابعة وكذلك اللجنة العليا لحقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان، للعمل على "رفع الحصار المضروب على أهالينا بمخيمات تيندوف وتمكينهم من التعبير عن آرائهم بحرية تامة بعيدا عن القهر والقمع اللذين تمارسهما الطغمة الحاكمة في جبهة البوليساريو والجزائر". كما أثار انتباه اللجنة العليا لغوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنه "منذ عدة سنوات وجبهة البوليساريو والجزائر يعملان على تضليل المنتظم الدولي ومختلف المنظمات الإنسانية في ما يخص عدد اللاجئين بمخيمات تندوف الذي لا يتجاوز ال45 ألف نسمة". وأوضح السيد ولد أكماش في هذا السياق، أن "الجزائر وجبهة البوليساريو اللذين يقدمان للمنتظم الدولي أرقاما خيالية حول ساكنة المخيمات، من قبيل 160 ألف نسمة، ليدركان تمام الإدراك أنه عندما يتسنى لمنظمة غوث اللاجئين القيام بإحصاء دقيق لسكان مخيمات تندوف ستنكشف عندئذ هذه الخدعة الكبيرة" . وبصفته من شيوخ الصحراء المغربية المعروفين والمسجلين لدى الأممالمتحدة، وجه السيد ولد السالك ولد أكماش نداء للمنتظم الدولي من أجل ممارسة الضغط على الجزائر لتمكين منظمة غوث اللاجئين من القيام بإحصاء سكان مخيمات تيندوف في أقرب الآجال. كما أثار انتباه المنتظم الدولي وجميع المنظمات الحقوقية الدولية إلى أن "هذا السيل العارم من العائدين إلى أرض الوطن، المملكة المغربية، والذي قارب منذ بداية السنة الجارية 2000 شخص، أغلبهم من الشباب وعدة شخصيات وازنة، يعد في حد ذاته تعبيرا عن مصداقية الموقف المغربي". وينتمي السيد أحمد ولد سيدي أحمد ولد السالك ولد أكماش إلى قبيلة العروسيين أولاد الخليفية أولاد سيدي الدقاق، وهو من مواليد سنة 1954 بتشلة جنوب مدينة الداخلة. وقد تابع دراسته الابتدائية باللغتين العربية والاسبانية من سنة 1960 إلى سنة 1967 بمدرسة العركوب شرق مدينة الداخلة. ومن سنة 1970 إلى سنة 1973 درس بالسلك التأهيلي للممرضين، قبل أن يلتحق بمؤسسة البريد والمواصلات الاسبانية آنذاك بمدينة الداخلة إلى غاية دجنبر 1975 حيث التحق بصفوف (البوليساريو). وعند التحاقه بالجزائر، ونظرا لتكوينه التأهيلي في سلك الممرضين، عين بالجناح العسكري للجبهة كممرض متنقلا عبر مختلف "النواحي العسكرية". وفي سنة 1991 ، إثر إعلان وقف إطلاق النار من طرف الأممالمتحدة، عين مديرا للمركز الصحي الاستشفائي بالمخيم المسمى " ولاية الداخلة" على بعد 160 كلم جنوب مدينة تيندوف، وكان في ذلك الوقت مسؤولا عن تقديم الرعاية الصحية لأسرى الحرب. وعند انطلاق مسلسل تحديد الهوية لأجل ضبط لوائح الصحراويين المخول لهم المشاركة في الاستفتاء المزمع عقده آنذاك، عين السيد ولد السالك ولد أكماش من طرف الأممالمتحدة عن طريق هيئة المينورسو شيخ تحديد الهوية لقبيلتي العروسيين، فخذ أولاد الخليفية عرش أولاد سيدي الدقاق. وبهذه الصفة، شارك في عملية تحديد الهوية في مدن الداخلة وبوجدور والعيونوكلميم ومراكش والدار البيضاء، وبمدينة نواديبو بموريتانيا، وذلك موازاة مع عمله كشيخ تحديد الهوية بمخيمات تيندوف. وفي سنة 2008، وعلى إثر المؤتمر الثاني عشر لجبهة (البوليساريو) (14-20 دجنبر 2007)، انتخب عضوا في ما يسمى المجلس الوطني الصحراوي (البرلمان) وعضوا في المكتب الدائم لما يسمى المجلس الاستشاري الصحراوي (مجمع الشيوخ). وتواصلت العودة الجماعية للصحراويين المغاربة، الفارين من جحيم مخيمات تندوف، إلى أرض الوطن بالتحاق 15 شخصا بمدينة العيون. وحسب مصدر من السلطة المحلية فقد وصل هؤلاء الأشخاص، الذين يوجد ضمنهم سبع نساء وأربعة أطفال، ضمن مجموعتين (تسعة وستة أشخاص)، عبر منطقتي حوزة والمحبس بجهة كلميم-السمارة، بعدما تمكنوا من الفرار من القهر والقمع المسلط على المحتجزين بهذه المخيمات.