مازال محمد مهيدية والي جهة مراكش، يجاهد لنزع فتيل التوتر الذي خلفه ارتفاع منسوب فواتير الماء والكهرباء، عبر الدفع في اتجاه اتخاذ مجموعة من القرارات والإجراءات الجريئة، التي من شأنها التخفيف من حدة الاحتقان. فبعد إحالة قضية الفواتير المذكورة، على مكتب دراسات محايد بالعاصمة الاقتصادية، للنظر في حقيقة الأثمنة الواردة بها، وكذا اعتماد خطوات إجرائية، عبر تسهيل مسطرة الاستفادة من الربط المتعدد بالنسبة، للمنازل ذات الأسر المتعددة، تفاديا لدخول الاستهلاك خانة الأشطر المرتفعة التكاليف، مع تبسيط مسطرة الأداء بالنسبة للفواتير التي ثبتت صحتها، ووضع مصابيح اقتصادية، بأثمنة رمزية رهن اشارة المستهلك، وغيرها من الإجراءات. رفض والي الجهة في إطار الدفع في اتجاه» سل شوكة المشكل بلا دم»، استعمال القوة العمومية لفك الحصار المضروب على بعض وكالات »الراديما»، خاصة بسيدي يوسف بن علي، بالرغم من استصدار هذه الأخيرة لحكم استعجالي، يقضي بإرغام المحتجين على فك اعتصاماتهم بالوكالات المذكورة. وفي إطار سياسة» الدفع بالتي هي أحسن»، استعمل المسؤول المذكور كل صلاحياته، لوقف متابعة بعض المحتجين، بناء على الشكايات المقدمة ضدهم من طرف »الراديما»، درءا لأية تبعات، من شأنها إذكاء أجواء الاحتقان. المحتجون الذين صعدوا من مطالبهم، وباتوا يطالبون بالإعفاء الكامل من أداء المبالغ المتضمنة بالفواتير التي كانت سببا في الاحتجاجات، خاصة شهور ( يونيو ،يوليوز، غشت2011)، مع الإلغاء النهائي للعمل بنظام الأشطر، ورحيل المدير العام للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، وضعوا الجميع في خانة ضيقة، بالنظر لكون كل هذه التدابير المطلوبة، تبقى خارج اختصاصات الجهات المحلية، وتتطلب قرارا مركزيا من رئاسة الحكومة، باعتبار الأمر يتعلق بقوانين وأنظمة تسري بمجمل التراب الوطني. الاحتجاجات بدأت تأخذ منحى تصاعديا، مع ابتكار مجموعة من أساليب الضغط، في اتجاه دفع الجهات المعنية، إلى الاستجابة للمطالب المعلن عنها. استنساخا لبعض أجواء الربيع العربي، اتخذ المحتجون من يوم الجمعة مناسبة لحشد الأنصار، والخروج في تظاهرات حاشدة، عقب انتهاء صلاة الجمعة، مع منح هذه الخرجات عناوين رمزية، للدلالة على جدية المطالب. ساكنة أحياء أكيوض، تاشفين والمناطق المجاورة، رفعت خلال أمس الجمعة شعار «جمعة التحذير» في إشارة إلى إمكانية تصعيد المواقف حال لم يتم الاستجابة للمطالب، فيما فضلت ساكنة سيدي يوسف بن علي ومناطقها المجاورة، رفع شعار» «جمعة الرحيل»، في وجه مدير «الراديما»، كإشارة إلى تشبثها بمطلب إحداث تغيير جذري على رأس هرم المؤسسة وإعفاء المدير من مهامه، باعتباره المسؤول المباشر عن مجمل الاختلالات والتجاوزات، التي ظلت تعرفها «الراديما». إسماعيل احريملة