«التحقيق لايزال مستمرا» يصرح النائب العام سيروس فانس، الجمعة الماضية بعد أن تم رفع الإقامة الجبرية على مدير صندوق النقد الدولي السابق، دومنيك ستراوس كان. وعلى ضوء ما استجد من معلومات رشحت من محيط التحقيق، طفقت وسائل الإعلام المهتمة تضع سيناريوهات واقعة الاعتداء المفترضة، وتعيد تركيب الوقائع مثلما تعتقد أنها حدثت. المشتكية الشاهدة، نافيساتو ديالو، فقدت مصداقيتها في عين القضاء، الذي يرتاب في أن تكون كذبت، أما المتهم الرئيسي، دي إس كا، فيبدو أن البراءة قد تكون نهاية النفق المظلم، الذي دخله منتصف شهر ماي الماضي. الوجه الجديد لنفيساتو ديالو محاميها وعد أنها ستتحدث قريبا لوسائل الإعلام لتكشف ما «فعله دومنيك ستراوس كان بها». في الوقت الراهن، هي ماتزال لغزا : إذ لم يسبق لها أن ظهرت علنا، وظلت تلزم الصمت منذ اندلاع القضية. لكن، وعلى ضوء ماتم كشفه من معلومات مؤخرا، يبدو أن نفيساتو ديالو، عاملة النظافة بالفندق «المثالية»، كما تم تقديمها في هذا الملف، تعيش حياة مزدوجة .. محادثة مربكة تنتاب المحققين شكوك حول «مصداقيتها»، لذلك، هم توصلوا إلى أنها عمدت إلى الكذب في مراحل عديدة من التحقيق. فهي، بالخصوص، بحسب ما كشفه المحققون، تحدثت هاتفيا إلى معتقل بسجن مخصص للمهاجرين بالأريزونا، 24 ساعة قبل الوقائع المفترضة. وقالت أثناء المكالمة الهاتفية لهذا الرجل، المحكوم عليه في قضية تبييض أموال وتجارة المخدرات: «لا تقلق، إنه رجل غني جدا. أعرف ما الذي أفعله» كما ينقل مصدر موثوق ليومية “نيويورك تايمز”. دب الشك في نفوس المحققين بمجرد ما تمت ترجمة هذه المحادثة الهاتفية من اللهجة الفولانية، يوم الأربعاء الماضي، وارتابوا في مصداقية شاهدتهم. وإذ هم قضوا وقتا طويلا قبل أن يتوفر لهم هذا المعطى، فذلك، لأن خبر المحادثة بالكاد تناهى إليهم قبل 15 يوما الآن. لم تكن عاملة التنظيف المعنية بالتحقيق في التسجيلات الهاتفية، بل المخاطب على الخط الثاني. هذا وإن المحققين المكلفين بملف السجين، لم يربطوا بشكل سريع وبديهي بين المرأة، المتحدثة على الهاتف، والمشتكية في ملف ستراوس كان. ولما استوعبوا الأمر أخبروا مصالح النائب العام. زوج ثان السجين المعلوم، هو، في الواقع، الزوج الثاني لنفيساتو ديالو، كما كشف ذلك “لوجورنال دو ديمانش”. من أصول غامبية، عاش معها في شقتها بالبرونكس. وقد تزوجا «زواجا دينيا قبل سنة مضت. لكن، الزيجة لم يتم تسجيلها بسجلات الحالة المدنية الأمريكية»، توضح الجريدة، التي أضافت أنها ممارسة جارية في وسط الجالية الأفريقية. مومس ضمن شبكة ؟ بالنسبة ل”نيويورك بوست”، ليس هناك من شك : عاملة النظافة بالفندق يمكنها الزيادة في دخلها عبر مقايضة خدماتها الجنسية بالمال لدن نزلاء الفندق الأثرياء، وفق ما قالته مصادر قريبة من التحقيق ذكرتها الجريدة. بالمقابل، كانت المرأة تحصل على “بقشيشات استثنائية”. بل إنها تعمل ضمن شبكة خاصة ب”الكول غورل”. «العديد من الأشخاص كانوا يعتبرونها مصدرا ماليا» تفسر المصادر ذاتها، وتضيف قائلة:”والكثير من مصاريفها من قبيل ظفيرة الشعر، ومصاريف العيش الأخرى كان يتكلف بآدائها رجال غرباء عنها». السيناريو الجديد كما وضعته جريدة “البوست” دائما، بحسب جريدة “نيويورك بوست”، المرأة دخلت طواعية إلى الغرفة، مع سابق معرفة بهوية دومنيك ستراوس كان، وبنية «ربح المال» طالما كان أخبرها زملاؤها أن دي إس كا هو بمثابة «منجم ذهب» . وبعد أن مارسا الجنس، طلبت عاملة النظافة من المدير السابق لصندوق النقد الدولي «المقابل نقدا وعدا» . لكنه رفض، و«تبرم» بحسب ما أسره مصدر قريب من التحقيق . لذلك، هي تكون قد قررت، لشعورها ب”الإهانة”، وضع شكاية ضده تتهمه فيها بالاغتصاب. وهو سيناريو، استبعده محامو دي إس كا : «لم يكن هناك من خصام بين الطرفين إذ لم تكن مطروحة مسألة المال» يصرح المحامون في بيان أصدروه. قد تكون تعاطت الدعارة بعد الاعتداء المفترض هنا أيضا، يومية “نيويورك بوست” من تحرج نافيساتو ديالو. إذ بحسب معلومات التابلويد، الذي كشف قضية دي إس كا بتاريخ 15 ماي الماضي، فإن المرأة، البالغة من العمر، 32 سنة، قد مارست الدعارة بعد تعرضها للاعتداء المفترض بالفندق، التي كان لها به غرفة دفعت أجرها مصالح النائب العام. في غرفتها، استقبلت المرأة «موكبا من الزبناء طيلة الأسابيع، التي تلت اعتقال دي إس كا»، تكتب اليومية وهي تذكر مصادر قريبة من النائب العام. وبالفعل، قام مكتب النائب العام بإيواء نفيساتو ديالو بفندق ببروكلين لحمايتها من وسائل الإعلام والضغوطات المحتملة لمحيط دي إس كا عليها. وإذا كانت المراقبة مشددة في فاتح يونيو، إلا أنها الأمور تغيرت بعد ذلك لتصبح المرأة حرة كما الهواء وتستقبل زبائنها في غرفتها كما تشاء ! وهي معلومة غاية في الغرابة علما أن نافيساتو ديالو تعلم أن المحقيقين المستأجرين من قبل محامي دي إيس كا لن يتركوا لاشاردة ولا واردة من حياتها دون وضعها تحت المجهر. سلسلة من الأكاذيب قدم مكتب النائب العام لفريق محامي دي إس كا رسالة تفصل في أكاذيب المشتكية. وهكذا، فالمرأة الغينية الأصول كذبت في مايتصل بقصة حياتها من أجل الحصول على حق اللجوء بالولايات المتحدةالأمريكية. وكذبت، كذلك، في ما يتعلق تعرضها لاغتصاب جماعي ببلدها الأم . واعترفت أنها زورت التصريح الخاص بالضرائب. وأخيرا، وهذا هو الأهم، كذبت بشأن وقوع الأحداث المفترضة. فهي لم تشعر مباشرة رؤساءها بالاعتداء الجنسي الذي تتهم دي إيس كا باقترافه في حقها، بل هي واصلت عملها في تنظيف غرفة أخرى قبل أن تعود إلى الغرفة رقم 2806، الجناح حيث كان ينزل دي إيس كا، قبل أن تعلم رئيسها بالواقعة. وهذا ما أكدته البطائق المغناطيسية المستعملة في فندق سوفيتيل بنيويورك للمحقيقين. إعداد : فطومة نعيمي