منذ اعتقال دومنيك ستراوس كان يوم السبت الماضي، ظلت التهمة في صدارة الأحداث، خلال أول ظهور للمدير السابق لصندوق النقد الدولي أمام القاضية مليسا جاكسون. المدعون أكدوا أن ستراوس كان »اعتدى جنسيا على خادمة الفندق وأوضحوا أن الضحية دخلت يوم السبت الغرفة 2806 معتقدة أنها خالية, مستعرضين رواية الشرطة قبل التأكيد أن ستراوس كان أرغمها على القيام بفعل جنسي. أما محامو المتهم فينفون ذلك جملة وتفصيلا ويعتبرون أن »»عناصر الإثبات لا تتطابق مع فعل إكراهي» وسيكشفون بالتأكيد عن استراتيجيتهم إذا ما تم إتهام موكلهم رسميا أمام هيئة المحلفين وعندما ستكون بين أيديهم عناصر ملف الاتهام الذي أعده مدعي نيويورك سيروس فانس جونيور. فيما يلي عودة الي هذه القضية في خمسة أسئلة. 1 - ماذا وقع في الغرفة 2806؟ الرواية الوحيدة للوقائع المقدمة حتى الآن هي رواية الشرطة, ستراوس كان ومحاموه لم يقدموا أية تفاصيل. وحسب المحققين فإن خادمة الفندق دخلت الغرفة من أجل تنظيفها دون أن تعلم أن ستراوس كان متواجد بها. »خرج عاريا من الحمام وأسرع نحوها« حسب ما قال بول بروان الناطق باسم شرطة نيويورك. وحسب الإتهام الذي قدمه المدعي سيروس فانس جونيور, »المتهم لمس نهدي الضحية دون رضاها، وحاول أن ينزع سروالها واستعمل العنف لكي يلمس المنطقة حول جهزها التناسلي, وكان جهازه التناسلي على اتصال مع فم الضحية في مناسبتين، وفي كل مرة كان ذلك بالقوة«. 2 - هل أغلق ستراوس كان باب الغرفة؟ في التهم السبعة الموجهة لستراوس كانت هناك تهمة »الاحتجاز,« وتؤكد الشرطة أن ستراوس كان أغلق باب الغرفة بسرعة لمنع الضحية من الهرب. لكن المفتاح المغناطيسي للغرفة قد يسمح بفهم سير الأحداث. فهذا المفتاح يسجل كل أوقات فتح واغلاق الأبواب وبالتالي »فهم يعرفون في أي وقت فتحت مستخدمة الفندق باب الغرفة و ما إذا كانت قد تركتها مفتوحة، وما إذا كان شخص قد أغلقها أم لا«، حسب ما قال أحد مسؤولي الشركة التي توزع هذا النوع من المفاتيح المغناطيسية على الفنادق. وحسب بعض الأخبار التي قدمتها جريدة « لوفيغارو» فإن أحد مستخدمي الفندق المعين في قسم خدمات الغرف كان في الغرفة عندما دخلت إليها الضحية وبالتالي يمكن أن يقدم شهادة قيمة. لكن الناطق باسم الشرطة لم يؤكد هذا الخبر. 3 - متى يعتقد أن الاعتداء المفترض قد وقع؟ خلال 24 ساعة الأولى التي تلت اعتقال دومنيك ستراوس كان تعتقد شرطة نيويورك أن الوقائع تمت »حوالي الواحدة بعد الزوال«,ثم بعد ذلك راجعت الشرطة روايتها لتؤكد أن الاعتداء المفترض وقع «حوالي منتصف النهار«« والتوقيت عنصر حاسم لأن كل الأطراف متفقة اليوم على توقيت مغادرة ستراوس كان لفندق صوفيتيل. وفي الوثيقة المقدمة للعدالة لطلب إطلاق سراحه بكفالة، يؤكد المحامون أن موكلهم سجل «»بطاقة مغادرته«« في الساعة 12 و28 دقيقة يوم السبت، وهو أيضا التوقيت الذي يطرحه المدعون وتؤكده إدرة الفندق. وهنا أيضا من المفترض أن تؤكد المفاتيح المغناطيسية الوقت الذي وقع فيه الاعتداء المفترض في الغرفة 2806. 4 - هل حاول دومنيك ستراوس كان الفرار؟ هذا الموضوع هو أحد العناصر المفصلية في رهان القوة بين الإدعاء والدفاع، منذ اندلاع القضية، يؤكد المدعون أن ستراوس كان غادر الفندق مسرعا للالتحاق برحلة طائرته في مطار كنيدي، ملمحين بذلك أن هذا الأخير فر بعد الاعتداء المفترض.. وهذا التبرير هو الذي كان جوهريا في قرار القاضية مليسا جاكسون بعدم تمتيع المتهم بالسراح بكفالة، ولكن بعد ذلك أوضح الدفاع أن ستراوس كان لم يهرب أبدا، ولكنه كان مسرعا من أجل الالتحاق بموعد غذاء كان محددا في الساعة 12 و45 دقيقة, «»وهناك شاهد يؤكد ذلك»« يؤكد المحامون، ونعلم اليوم أن هذا الموعد كان مع ابنته. كما أكدت آن سانكلير زوجة ستراوس كان لبعض المقربين أن الغذاء تم بالفعل وأن ستراوس كان اتصل بها هاتفيا مباشرة بعد ذلك.وتؤكد الشرطة أنها تتوفر على تسجيلات فيديو يظهر فيها ستراوس كان »مستعجلا جدا« ولكن لا نعرف أي كاميرا حراسة صورت مغادرته. بعض مستخدمي الفندق الذين كانوا متواجدين أثناء مغادرة ستراوس كان، أكدوا أنه «»كان يبدو عاديا وأنهم لم يلاحظوا أي شيء غير عادي»». 5- ماذا نعرف عن التحاليل الطبية والتقنية؟ نتائج التحاليل التي قامت بها الشرطة لم يكشف عنها، ويمكن أن تعرف فيما بعد وهو ما سيكون حاسما. فنتائج التحاليل الطبية ستكون في صلب المحاكمة المحتملة. الاتهام حاسم ويؤكد مثلا، بأن العينات المأخوذة من الضحية المفترضة تؤكد أن هناك فعلا محاولة اغتصاب, وهو ما ينفيه محامو ستراوس كان. ومنذ يوم السبت الماضي قامت الشرطة العلمية بعدة تحاليل على الضحية بحثا عن عناصر من الحمض النووي، أو الدم أو المني وعن أي عنصر يمكن أن يثبت أن المرأة قاومت ستراوس كان. الشرطة أخذت أيضا عينات في الحمام و في جزء من السجاد الذي يعتقد أن الضحية بسقت فوقه بعد محاولات ستراوس كان وضع جهازه التناسلي في فمها بالقوة، والمحققون أخدوا أيضا عينات من الملابس ومن شخص المهم. وبعد الأخبار المنقولة عن تقرير وضعته القنصلية العامة لفرنسا في نيويورك، تفيد بأن »آثار أظافر« لوحظت على صدر المتهم، وهو ما لم يتأكد من مصادر أخرى. وإذا كانت التحاليل تميل إلى إظهار أن المرأة قاومت, فإن ذلك قد يضر كثيرا باستراتيجية الدفاع التي بناها محامو الدفاع حتى الان والتي يمكن أن ترتكز على الاعتراف بفعل جنسي، لكنه فعل جنسي برضى المشتكية.