من تكون يا ترى المسلمة التي أوقعت بستروس-كان؟ لازال الغموض يلف هوية الضحية التي تزعم أنها تعرضت لمحاولة اغتصاب، فإلى حد الآن لم يكشف عن صورتها رغم أن بعض صفحات ال«فايسبوك» تروج لصور مختلفة يعتقد أنها تعود إلى الضحية، التي تبلغ من العمر 32 سنة وهي أم لطفلة في الخامسة عشرة من عمرها ومضى على اشتغالها بالفندق ما يزيد على ثلاث سنوات. وقد حلت الضحية بمعية ابنتها بالولاياتالمتحدةالأمريكية منذ سبع سنوات قادمة من غينيا. وفي آخر تطور، دخل على الخط رجل يقول إنه أخ الضحية، وأجرت معه اليومية البريطانية «دايمي مايل» ووكالة «فرانس بريس»، أول أمس الثلاثاء، حوارا قال فيه إن أول ما قالته أخته عند اتصالها به هو: «لقد تعرضت للأذى». ويضيف أخ الضحية، الذي يبلغ 43 سنة، وهو مسير بفندق موجود في هارليم بنيويورك: «لم تتوقف عن البكاء منذ وقوع الحادث». وبالنسبة إليه، فهو لا يشك في أن أخته امرأة جادة، أتت من غرب إفريقيا لتعمل بعرق جبينها، وهي امرأة مسلمة ومتدينة رغم أنها لا ترتدي الحجاب وتكتفي بتغطية شعرها. ويضيف أخ الضحية أن أخته اتصلت به «ساعة بعد تعرضها للاعتداء». ويؤكد أخ الضحية، التي لازالت مختفية عن الأنظار، أنها موجودة في مكان آمن وأن حالتها تحسنت بعد أن قابلت المحامي. وأشار أخ الضحية إلى أن أخته تتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة. وأضاف: «إني أضع كامل الثقة في القضاء الأمريكي، وأود أن يجازى هذا الشخص على أفعاله. وأكيد أن العدالة ستتحقق»، واكتفى بهذا القدر من المعلومات مؤكدا أنه لن يضيف شيئا آخر. وأفاد جيفري شابيرو، محامي الضحية، بأن الضحية كانت تجهل هوية ستروس-كان ولم تعرف أنه مدير صندوق النقد الدولي إلا في اليوم الموالي، ودخلت إلى الغرفة معتقدة أنها فارغة. من جهة أخرى، يقول بول براون، الناطق الرسمي لشرطة نيويورك، إن المدعية أكدت أنها تعرضت للاغتصاب يوم السبت الماضي على الساعة الواحدة، غير أن المحيطين بستراوس أشاروا إلى أنه غادر الفندق على الساعة الحادية عشرة وخمس وأربعين دقيقة ليلتحق بابنته كاميل لتناول وجبة الغداء على الساعة الثانية عشرة وخمس وأربعين دقيقة، قبل أن يتوجه إلى المطار. ويشار إلى أن مؤسسة CSA أجرت استطلاعا للرأي أفضى إلى أن 57 في المائة من الفرنسيين يظنون أن ما تعرض له ستراوس-كان هو مؤامرة، في حين أن 32 في المائة يستبعدون قضية المؤامرة، أما ال11 في المائة المتبقون فقد امتنعوا عن الإدلاء بآرائهم. الغرفة رقم 2806 يا ليت الغرفة 2806 كان بإمكانها الحديث لتروي لنا تفاصيل ما حدث داخلها ما بين الساعة الثانية عشرة والثانية عشرة والنصف! ومن غريب الصدف أن الرقم 28 من شهر يونيو يتزامن مع تاريخ بدء إيداع ملفات الترشيح داخل الحزب الاشتراكي...(..). وعلى أي حال، هذا ليس هو بيت القصيد، فالمهم الآن هو بعض الدلائل التي وجدت بالغرفة مع بدء التحقيق، إذ وجد داخل الغرفة، التي أضحت شهيرة، هاتف محمول وبعض الأغراض الشخصية لستراوس، كان الذي قد فر إلى المطار مهرولا رغم أن محاميه يؤكدون أنه خرج بكل هدوء من فندق سوفيتيل ما بين ال12 و28 دقيقة وال12 و38 دقيقة، غير أن ما سجلته كاميرا الفندق تدحض هذه المزاعم وتؤكد أن ستراوس-كان خرج مهرولا. وحسب ما جاء في تقرير المحققين، فقد لوحظ أن هناك خدوشا على جسد الضحية ووجدت آثار حمضها النووي على ملابس ستراوس-كان. ومن جهتها، أفادت «فوكس نيوز» الأمريكية بأن المحققين وجدوا أيضا آثارا للدم والسائل المنوي في شراشف السرير بالغرفة المذكورة. ستراوس-كان في زنزانة انفرادية ينتظر دومينيك ستراوس-كان، المتهم باعتداء جنسي ومحاولة اغتصاب عاملة في فندق بنيويورك، في السجن قرار هيئة المحلفين التي ستجتمع خلال يومين للاطلاع على عناصر الإثبات والتقرير بشأن توجيه الاتهام إليه أو الإفراج عنه. وفي حال ما إذا وجهت هيئة المحلفين الاتهام رسميا إلى مدير صندوق النقد الدولي ستراوس-كان (62 عاما)، فسيتعين عليه المثول أمام محكمة نيويورك العليا لإطلاعه على التهم. وتحددت جلسة لهذه المحكمة يوم غد الجمعة. وسيتعين عليه أن يقرر، في حال اتهامه، إن كان سيدفع ببراءته أو يقر بذنبه. ونفى ستراوس-كان كافة التهم الموجهة إليه، كما يقول محاموه الذين يعتزمون استئناف قرار اعتقاله ورفض الإفراج عنه بكفالة. وقال أستاذ القانون راندولف جوناكيه إن المتهم «ليس لديه الآن شهود لدحض التهم، (وفي حال توجيه التهمة) تبدأ المحاكمة عادة خلال ثلاثة أشهر إلى سنة». وكان ستراوس-كان قد اقتيد، مساء الاثنين، إلى سجن جزيرة رايكرز آيلاند الكبير في نيويورك، شمال شرق مانهاتن، حيث وضع في زنزانة انفرادية. وذكرت محطة «إن بي سي» الأمريكية، دون أن تسمي مصدرها، أنه وضع تحت المراقبة لمنعه من الانتحار. وأوضحت أن ذلك يعني تفقد المعتقل كل15 إلى 30 دقيقة، وعدم ترك أي شيء يمكن استخدامه للانتحار معه. ورفضت إدارة السجن التعليق على هذا النبأ. وأوضح المتحدث باسم السجن لوكالة «فرانس برس» أن ستراوس-كان «ليس على اتصال بالسجناء الآخرين. هذا ليس معناه أنه سيظل دائما داخل الزنزانة، بل إنه سيكون برفقة حارس كلما خرج منها». سجن مقرف
تنقل وكالة «رويترز» عن المحامي المعروف جيرالد ليفكورت أن السجن الواقع في جزيرة رايكرز «مزدحم والطعام فيه فظيع». ويضيف أن من مخاطره التربص بالمشاهير، مشيرا إلى وجود قضبان قوية وبوابات تطلق الكثير من الصرير العالي كلما فتحت أو أغلقت. ويتيح موقع السجن على نهر إيست أن يشاهد مدير صندوق النقد الدولي إقلاع الطائرات من مطار جون كندي لو كانت هناك نافذة. تضم الجزيرة منشآت عديدة ويبلغ متوسط عدد نزلائها 14 ألف سجين، يحرسهم 7 آلاف ضابط. وستراوس-كان واحد ضمن سجناء يتراوح عددهم ما بين 25 و30 نزيلا في الجناح الغربي، ولكن الحراس سيبقونه بعيدا عن السجناء الآخرين حين يخرج لمط ساقيه بالمشي أو مشاهدة التلفزيون أو التمرين. ونقلت صحيفة «الغارديان» عن الناطق باسم إدارة السجن أن هذه الإجراءات لا تهدف إلى عزل النزيل عن الآخرين، بل حمايته من الاضطهاد أو الأذى بسبب شهرته. تُطفأ الأنوار في الساعة الحادية عشرة مساء ويُسمح له بثلاث زيارات أسبوعيا من محاميه وله ساعة للتمرين يوميا. وأُعطي ستراوس-كان، فور وصوله، أغطية للنوم وعُدة استحمام من صابون وشامبو ومعجون أسنان وكوب للشرب، حسب الناطق وللسجن صيت سيئ لما يحدث فيه من أعمال عنف. وتوصل تحقيق أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» عام 2009 إلى أن السجن تسوده ثقافة يتولى فيها السجناء أنفسهم ضبط أنفسهم والآخرين، فيما يغض الحراس الطرف في حال اعتداء سجناء على آخرين أو حتى قتلهم. ستراوس-كان «لم يعد صالحا» اعتبر وزير المالية الأمريكي تيموثي غايتنر أن دومينيك ستراوس-كان «لم يعد قادرا على إدارة» صندوق النقد الدولي. ونقلت وكالة «داو جونز نيوز-وايرز» المالية عن الوزير الأمريكي قوله في مؤتمر صحافي: «من المؤكد أنه لم يعد قادرا على إدارة صندوق النقد الدولي». ورأى غايتنر أنه من المهم لصندوق النقد الدولي، نتيجة لذلك، أن يضع خطة تتيح لهذه المؤسسة المالية الدولية إدارة دائمة. ووردت هذه التصريحات في غمرة تكاثف الضغوط على رئيس صندوق النقد الدولي ليتقدم طواعية باستقالته من منصبه بعد القبض عليه في الولاياتالمتحدة بتهمة محاولة الاعتداء الجنسي على عاملة في فندق بنيويورك. ويوجد ستراوس-كان في سجن رايكرز آيلاند الأمريكي شديد الحراسة بعد رفض قاضية في نيويورك الإفراج عنه بكفالة. وقالت القاضية إن ستراوس-كان «يشكل خطرا على الرحلة الجوية» التي كان مسافرا عليها قبل اعتقاله يوم السبت الماضي. ويواجه ستراوس-كان حكما بالسجن قد يصل إلى 25 عاما لو ثبتت إدانته، ولكنه ينفي بشدة محاولته الاعتداء الجنسي على عاملة الفندق. وعبر محامي الدفاع بنجامين برافمان عن خيبة أمله بسبب رفض القاضي الإفراج عن موكله بكفالة، ولكنه قال: «إن المعركة بدأت الآن». وكان ستراوس-كان قد لعب دورا مركزيا في إنجاز الاتفاقيات المالية لمساعدة دول الاتحاد الأوربي التي تواجه صعوبات، وقال مراسل «بي بي سي» في بروكسيل، كريس موريس، إن ستراوس-كان حاز ثقة الدول المانحة والدول التي حصلت على المساعدات.