تحولت مسيرة الرفض التي نظمتها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمدينة القنيطرة أول أمس الأحد إلى محاكمة شعبية لعبد الإله بنكيران وحكومته، ورفع الآلاف من مقهوري هذا الوطن شعارات تعبر عن رفضهم لقرارات حكومة بنكيران اللاشعبية، ومنددين باستمرار سياسة تفقير الشعب التي تكاد توصل المغرب إلى الحافة، وحملت المسيرة الشعبية التي تعتبر الثالثة في أقل من شهرين بعد مسيرة الكرامة بالبيضاء والتي نظمتها نقابتا الكونفدرالية والفيدرالية الديمقراطية للشغل، ومسيرة الغضب بالرباط التي نظمتها المنظمة الديمقراطية للشغل، مسؤولية تردي أوضاع المغاربة لحكومة بنكيران وحزب العدالة والتنمية، الذي يقود هذه الحكومة، وموازاة مع مسيرة الرفض التي نظمت بمدينة القنيطرة، خرج شباب مدينة الخميسات ضمن ما تبقى من حركة 20 فبراير للصدح بمعاناة المواطنين والكادحين الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم، حيث تم رفع شعارات تدين سياسة حكومة بنكيران، وتدعوها إلى الرحيل. وصدحت الحناجر سواء في مدينة القنيطرة أو الخميسات، بشعارات تدين بنكيران وحكومته، وتنبه إلى المأزق الشعبي الأخير الذي يوجد فيه المغرب، حيث رفع شعار "فين هي الشعارات اللي رفعتو في الانتخابات"، حيث أكد المحتجون أن خمسة أشهر كانت كافية للوقوف على حقيقة هذه الحكومة التي يهيمن عليها حزب العدالة والتنمية الذي رفع سقف برنامجه الانتخابي بشكل جعل كل المغاربة يتوقعون مستقبلا زاهرا قبل أن يستيقطوا على واقع مريض زادهم بؤسا. ومع ارتفاع وتيرة المسيرة التي شارك فيها كل فئات المجتمع من عمال وموظفين ومواطنين بسطاء اكتووا بنيران الزيادة الأخيرة في ثمن المحروقات، كانت وتيرة الشعارات ترتفع، حيث ردد المشاركون شعارات من قبيل "بنكيران مشيتي غالط ..بالزيادة على المزالط '' و''الأجور جمدتوها والأسعار رفعتوها"، وشعار "مادار والو مادار والو ..بنكيران يمشي فحالو'' و''شوف شوف بعينك ...شوف المشاكل بالألوف... المشاكل قائمة والحكومة نائمة'' وشعار ''لاعدالة لا تنمية.. والشعب ضحية''. كما تم رفع شعارات تواكب الزيادة الأخيرة في أثمنة الغازوال والبنزين، مثل شعار "ما مفهامينش ما مفاهمينش على الزيادة ما مفاكينش"، إضافة إلى شعار "الأجور جمدتوها والأسعار رفعتوها"، ولم تخل المسيرة من شعارات طريفة تؤرخ لنكت بنكيران "الحامضة" مثل شعار "يا العار يا العار ... بنكيران ولا بنان"، وشعار "قولوا لحكومة بنقران مطالب استعجالية لا زيادة في الأسعار لا حلول ترقيعية"، كما تم رفع شعار "لا لا هاذ الشي ماشي معقول الحكومة خاصها مسؤول. وقد انطلقت المسيرة الحاشدة في حدود الساعة الخامسة، من مقر نقابة الأموي بالقنيطرة في اتجاه ساحة بئر انزران، قبل أن تعرج على شارع الباشا عبد الحميد، لتصل إلى شارع محمد الخامس، لتعود إلى مقر النقابة وهي نقطة نهاية المسيرة، التي كانت ناجحة بحسب المنظمين بعدما تمكنت من إيصال رسالة الشعب إلى من يهمهم الأمر. وعرفت المسيرة مشاركة واسعة لمختلف القطاعات كما شوهدت عدة وجوه تنتمي لأحزاب اليسار وجمعيات حقوقية وفعاليات من المجتمع المدني، كما عرفت حضور شباب حركة 20 فبراير الذي ذابوا وسط المسيرة وفشلوا في رفع شعارات خاصة بهم، كما حضرت تنسيقيات الأطر العليا المعطلة، والمجازين الذين رفعوا شعارات تطالب "بنقران" برفع الظلم عنهم، حيث رفعوا شعار "هذي حكومة ما شاء الله، والمعطل رزقوا عالله" في إشارة إلى مواقف بنكيران السلبية تجاه هذه الفئة من أبناء الشعب. الذين رددوا شعارات تطالب بإطلاق سراح زملائهم المعتقلين على خلفية أحداث الحي الجامعي من أجل مطالب احتماعية . وقد استأثر غلاء المعيشة والحرب التي أعلنتها الحكومة ضد القدرة الشرائية للمواطن البسيط على أجواء مسيرة الرفض، حيث رفع المتضررون شعار "بنقران ولا فاهم زاد علينا جوج دراهم، كما رفع شعار شعلتيها يا بنقران والغلا في كل مكان، إلى جانب شعارات أخرى تدين مواقف رئيس الحكومة وطريقة تدبيره للشأن العام، من قبيل شعار "قرارات مصيرية وأجوبة الحلايقية"، كما رفع شعار آخر قال فيه المحتجون "آش دار بنكيران ملي طلع للبرلمان ... زاد علينا جوج دراهم".عبد المجيد أشرف