حول عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية مسيرة التضامن مع فلسطين التي نظمت يوم الأحد الماضي بمشاركة آلاف المغاربة، إلى تجمع خطابي، لتلميع صورته، وحملة انتخابية سابقة لأوانها، وحول بنكيران أنظار المسيرة التي كانت تضامنية، إلى حملة لدعمه شخصيا ودعم حزبه، موضحة، أن تصرفات بنكيران أساءت لمقاصد المسيرة التضامنية، والأهداف المتوخاة منها، وقال شهود عيان، إن بنكيران تناول الكلمة خلال هذه المسيرة ليخطب في الناس، وذلك في سلوك غريب وغير مألوف، وساد جو من الفوضى والارتباك هذه المسيرة، خصوصا، بعدما احتشد ما يقارب 40 شخصا محسوبين على النهج الديمقراطي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وفي مقدمتهم خديجة الرياضي والحسين الإدريسي وعبد المجيد الراضي، حيث رفعوا شعارات تطالب بإسقاط النظام، والشعب يريد إسقاط الفساد، كما رفعوا شعارا، قالوا فيه "شعلتيها يا بن كيران... المحرقة في كل مكان"، وذلك في إشارة إلى الأحداث التي وقعت في كثير من المدن المغربية مثل تازة وبني بوعياش وبني ملال، كما رفع المحتجون شعار "تحيا الثورة السورية يغيناها مغربية"، والبديل الحقيقي للدستور المخزني هو دستور شعبي ديمقراطي". واستغرب شهود عيان طريقة تعامل بنكيران مع المسيرة التضامنية، وقالوا، إنه كان عليه لزوم الصمت، وعدم تحويل المسيرة إلى حملة تسويقية، خاصة وأن مؤتمر حزب العدالة والتنمية على الأبواب، وقالت المصادر ذاتها، إن بعض المشاركين في المسيرة رفعوا شعار "عاش بنكيران"، وهي رسالة كانت موجهة إلى أكثر من جهة، واستغلها بنكيران على نحو سيء. واستغربت المصادر ذاتها، كم الشعارات التي رفعت في مسيرة كانت موجهة للتضامن مع المقدسيين في محنتهم، وقالت، إن كل جهة حاولت الاستئساد على جهة أخرى، بما فيهم شيوخ السلفية الجهادية الذين حضروا بكامل عدتهم وعتادهم مرافقين بحراس خاصين منعوا أي شخص من الاقتراب من شيوخ السلفية الجهادية المفرج عنهم مؤخرا بعفو ملكي، وأوضحت المصادر، أن المواطنين العاديين الذين شاركوا في المسيرة أحسوا بنوع من الغضب وهم يعاينون كيف تم تهريب مسيرة التضامن مع الشعب الفلسطيني لتتحول إلى مجال لتصفية الحسابات، مشددة، على أن بنكيران وبعدما قضى وطره من المسيرة، أشار على من معه الذين هربوه في سيارة أجرة كانت معدة سلفا لاقتحام المتجمهرين، مشيرة، إلى أن خرجة بنكيران كانت وبالا عليه، خصوصا، أنها جرت عليه غضب كثير من الفئات التي حجت إلى المسيرة من أجل تحوير مسارها من مسيرة للتضامن مع فلسطين إلى مجال مفتوح لمهاجمة النظام ورفع شعارات تطالب بإسقاط حكومة بنكيران. لكن المثير في الأمر هو تحول بعض قياديي العدالة والتنمية إلى فيدورات، حيث سعى محمد يتيم، الزعيم الأبدي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إلى الحيلولة دون وصول المواطنين إلى حيث المسيرة، وذلك من أجل فسح الطريق أمام رئيسه عبد الإله بنكيران الذي بدا منتشيا من كثرة المواطنين الذين تجمهروا حوله، وهو الأمر الذي لم يرق لكثير من المشاركين، الذين رفضوا أن يتحكم حزب العدالة والتنمية في مصير مسيرة كل المغاربة، وحولوها إلى تجمع خطابي لتسويق صورة زعيمهم الذي يحاول جاهدا الاستمرار على رأس حزب المصباح.