توحد المغاربة في مسيرة الغضب ضد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، حيث رفع كثير من المسحوقين والهامشيين الذين يسكنون جحورا آدمية، شعارات تندد بسياسة التفقير والتجويع والتشريد التي ينهجها بنكيران، وذهب كثير من المشاركين في مسيرة الغضب التي نظمتها المنظمة الديمقراطية للشغل، إلى المطالبة برحيل بنكيران، وترك الكلمة للشعب، وعبر المغاربة عن غضبهم بطرق مختلفة، فلبسوا الأكياس البلاستيكية التي كتبوا عليها عبارات الحكرة والذل والمهانة التي يعاني منها المغاربة في عهد الحكومة الملتحية، وكلما ارتفعت وثيرة المسيرة كلما زاد عدد الغاضبين ليصل العدد في نهاية المسار إلى أكثر من ستة آلاف غاضب رفعوا شعارا واحد وهو بنكيران "ديكاج".
وكان باديا وجود إجماع على أن حكومة بنكيران جاءت لتفقير الشعب، أكثر من ذلك أن المسيرة استرعت انتباه الشيوخ والعجزة والمعاقين وكل واحد رفع الشعار الذي يرى أنه الأقرب لمعاناته اليومية، لكن كل هذه الشعارات اتفقت على شيء واحد وهو رحيل بنكيران الذي فقد مصداقيته بعد أربعة أشهر فقط من توليه مسؤولية تدبير الشأن العام، فكان الشعار الأبرز في المسيرة هو "ما دار والو مادار والو بنكيران يمشي فحالوا"، ووصل الغضب حد حمل بعض المشاركين في مسيرة الغضب صنارة علق بها أغلب المواد الأساسية من زيت وسكر وحليب، إشارة إلى أن بنكيران اصطاد ما تبقى من القدرة الشرائية للمغاربة، بعض الغاضبين من عمال الإنعاش الوطني رفعوا شعار هرمنا، وطالبوا بمنحهم حقهم في الحياة، كما رفع شعار "الشغل استحقاق.. يا حكومة السراق"، ورفعت بعض الشعارات محن المعطلين من التدخل الأمني الذي وصل حد الإجهاض.
وقال الغاضبون إن بنكيران جاء ليحارب الكادحين في قوتهم اليومي خصوصا بعد الزيادة الأخيرة في ثمن البنزين والغازوال، بل إن كل القرارات التي اتخذها كانت لصالح الأغنياء، ومست في عمقها الطبقات الشعبية الفقيرة التي بالكاد يمكنها أن تضمن قوتها اليومي.
بل واعتبرت كثير من الفئات الإجتماعية المقهوة أن بنكيران جاء لينتقم من المغاربة، ويذلهم ويقهرهم وهو أمر يحتاج إلى مواجهته حتى لو اقتضى الأمر تحويل شوارع المدن المغربية إلى مساكن مفتوحة، واللافت أن كثيرا من فقراء البلد جاؤوا إلى مسيرة الغضب حاملين نعوشهم، بعدما أعلن بنكيران وفاتهم.
وقال متضررون من سياسة بنكيران اللاشعبية، إن حالة الغضب أصبحت تنتاب جل الأسر المغربية، من ذوي الدخل المحدود، وأن الضغط ارتفع بشكل كبير مما ينذر باحتقان اجتماعي غير مسبوق.
ورفعت المسيرة شعارات توضح ما يشعر به الشعب المغربي بسبب الإحساس بالظلم والحكرة، وذهب كثيرون إلى القول إن حزب العدالة والتنمية أظهر وجهه الحقيقي، وبين إلى أي حد يكره الطبقات الفقيرة، حيث شارك في المسيرة عمال الإنعاش الوطني وموظفو الجماعات المحلية وأساتذة سد الخصاص وأساتذة الزنزانة 9 والقابلات والممرضات والممرضين والسلاليات والمتقاعدين الذين فيهم من يتقاضى اليوم 20 درهما في الشهر، وليس في مقدورهم تدبر المعيش اليومي في حده الأدنى فأحرى اقتناء البنان والتفاح.
إنها مسيرة الغضب التي جعلت المغاربة يخرجون ضد من يسعى إلى سلبهم قوتهم اليومي.