في خطوة هي الأولى من نوعها على صعيد المكتب الشريف للفوسفاط يخوض ممثل العمال "اميدان مولود" اعتصاما مفتوحا داخل مقر شركة فوسبوكراع و بالضبط بالقاعة المخصصة للاجتماعات منذ صبيحة الاربعاء 29 فبراير احتجاجا على تنصل إدارة فوسبوكراع من الوعود التي التزمت بها الإدارة العامة في اجتماعها يومه 24 فبراير 2012 حيث وصل الحوار بشأنها إلى طريق مسدود بفعل تعنت الإدارة المحلية في الإصغاء لمطالب الشغيلة و منتخبيها و بتواطؤ مع نقابتي الكونفدرالية و الفدرالية اللتان أبانتا في أكثر من مناسبة تحيزهما الفاضح للإدارة على حساب العمال البسطاء. الإعتصام اليوم جاء بعد إستيفاء كل الجهود من أجل الوصول إلى حل يرضي العمال و يفي بتطلعاتهم المشروعة على غرار المراكز الشمالية و التي يعد السكن على رأس أولوياتها و التي خاضوا من أجلها العديد من الحركات الإحتجاجية كان أخرها المسيرة العمالية التي جرت بميناء فوسبوكراع المجاور لمدينة المرسى. يذكر أن إدارة فوسبوكراع قامت بإستثمار ما يقارب 23مليار سنتيم من أجل شراء شقق في مدن اكادير و مراكش في إطار صفقة مشبوهة مع شركة العمران التي تعاني ركودا في المدن السابق ذكرها, لتشكل لها هذه الصفقة رافعة لها من أجل تجاوز الخسائر التي منيت بها,و لتتناسى إدارة فوسبوكراع أن الأموال المستثمرة جاءت من رحم مدينة العيون و أن من حقها أن تستفيد من خيراتها لا أن ترحل قصرا بعيدا عنها,وهو الأمر الذي لم يستسغه العمال كما رفضوا التعاطي معه مطالبين بإسترجاع الميزانية المخصصة للعملية التي باتت أموالها سائبة سلكت جيوب بعض الإنتهازيين مثلما وقع فيما بات يسمى بفضيحة 15 هكتار التي لازالت في سراديب المحاكم بعدما تبين وجود وثائق مزوة تمت على أساسها عملية البيع لشركة فوسبوكراع. مصادر مطلعة استغربت كيف أن إدارة فوسبوكراع بعيدة كل البعد عن تطبيق مفهوم التنمية الجهوية التي نادت بها أعلى سلطة في الدولة، والتي ترتكز على تشجيع الإستثمار ودعم المُنعشين الشباب وخلق فرص جديدة للشغل، في حين يبقى همها الشاغل تلبية رغبات البعض ولو بالدوس على طموحات العمال الشباب وعلى رد الإعتبار للمدينة التي قدمت ما في باطنها من خيرات من دون أن يعود لها بالفائدة، وليبقى الشعار الذي رفعه كثيرون "خيراتنا كفيلة بنا" مُحقا بفعل سياسة التهميش التي اتّبعتها إدارة فوسبوكراع اتجاه مدينة العيون تضيف المصادر نفسها.