احتفاء بالذكرى الأولى لرحيل الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى، نظمت جماعة العدل والإحسان يوم الأحد 24 ربيع الأول 1435 الموافق 26 يناير 2014، بمدينة كليميم ,ندوة علمية بعنوان "معالم التجديد عند الأستاذ عبد السلام ياسين" أطرها كل من الدكتور محمد الزاوي ، والأستاذ المهدي اليونسي . فبعد الافتتاح بآيات بيّنات من الذكر الحكيم تفضلت الأخت المسيرة " حفيظة كرمج " بالترحيب بالحضور الكرام ، وبيان أهداف الندوة العلمية والتواصلية، معرفة بالمكانة العلمية والتربوية للمحتفى به الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله .
كان الافتتاح مع الدكتور محمد الزاوي، الذي تحدث في ورقته عن: "معالم التجديد التربوي عند الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله" تناول فيها ثلاثة مباحث؛ أولها "التجديد في مفهوم التربية" خلص فيه الى أن مفهوم التربية عند الإمام يتخذ معنىً قرآنيا نبوياً يترقى بالمومن على مدارج الإسلام والإيمان والإحسان، وثاني المباحث خصصه ل"التجديد في هدف التربية" حيث أكد أن للتربية غايتين متلازمتين هما الغاية الإحسانية باعتبارها مطلب تربية الفرد والغاية الاستخلافية باعتبارها مطلب تربية الجماعة المؤمنة، أما المبحث الأخير "تناول فيه التجديد في شروط التربية" مبينا أن التربية الإيمانية سلوك صاعد مقتحم لعقبات ثلاث في أنفس البشر وفي آفاق الكون، ويتم هذا الاقتحام بتوفر شروط ثلاثة أولها خصلة الصحبة والجماعة وخصلة الذكر وخصلة الصدق .
بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ المهدي اليونسي بمداخلة حول موضوع " التكامل الوظيفي والمعرفي في فكر الإمام عبد السلام ياسن" تطرق فيها الى مفهوم التكامل الوظيفي عبر ربط جزئيات الإسلام بكلياته كتكامل الدعوة والدولة ، ثم في مبحث ثاني تناول أسباب ومظاهر الجزآنية في تاريخ المسلمين ذكر من ضمنها : انفراط ونقض عروة الحكم ، وصناعة علماء السلطان.. ثم فصل ثنائيات التكامل : القران عن السلطان ، الدين عن الدولة ، العلم عن العمل ، الآخرة عن الدنيا ، الأمة عن الفرد ، أما المبحث الثالث فقد اشتمل على رصد مداخل العودة إلى التكامل الوظيفي والمعرفي المنهاجي من خلال الفقه الجامع ، فقه الأولويات ، قراءة التاريخ من أعاليه...
وقد عرفت الندوة تجاوبا كبيرا بين المؤطرين والحضور من خلال المداخلات التي لامست محاور الندوة وتنوعت بين بسط للأفكار والاستفسار حول قضايا تطرق إليها الإمام في مؤلفاته. وقد تميزت الندوة بحسن التنظيم وجودة المداخلات العلمية الرصينة وحضور العديد من الفعاليات السياسية والجمعوية بالمدينة، وجمع من الأطر الذين لبوا دعوة الجماعة وشاركوها في إحياء الذكرى الأولى للإمام رحمه الله.