إن ما يحز في النفس حقيقة أن تكون مدينة تيزنيت، و بهذه النوايا، مزارا للبهرجة و "الفيشطة" في الوقت الذي تحتاج فيه أسوار "سيدي عبد الرحمان" إلى الترميم، هذا الأخير الذي يُعدُّ مجالا من بين المجالات التي تدخل في إطار الأهداف العامة للجمعية الساهرة على تنظيم "احتفالات" دسترة اللغة الأمازيغية، فما الذي يعنيه تنظيم حفل ديني في أكلو في يوم جمعة و حفل فني في تيزنيت يوم السبت. ألا تستحق المدينة أكثر من هذا، أليس في المدينة أكثر من ساحة استقبال حتى تقام عليها حفلات البهرجة، أليس فيها أضرحة تستحق أن يكرَّم أولياؤها، أليس في المدينة موتى و أضرحة لتشملهم رحمة السياسة، أم أنها هذه الأخيرة أدركت أن المدارس العتيقة كمنشأة عمرانية مجتمعية ليست مجالا جامدا بل هو مجال سانح لمقايضة "الإحسان" بمفهومه المادي و الديني ب"الإحسان" بمفهومة السياسي، كل ذلك في انتظار أن يُدرك أن الأضرحة كذلك.. و نعتقد أنه لو كان هناك وجود ل" الأحرار" بتيزنيت لأُغْدِقَت العطايا و كان لها نصيب أوفر بحجم وزنهم السياسي في المدينة، لكن يا "سيدي عبد الرحمان" و يا شيخنا "ماء العينين" لكُما الله و شرفاؤكما دون أن ننسى طبعا "سيدي بوجبارة" و "سيدي الظاهر" و "لالة رقية علي أوحماد".. من جهة ثانية، فإن من بين الأهداف العامة لاحتفالات دسترة اللغة الامازيغية هو إشراك المجتمع المدني في بلورة سياسة عمومية في شأن ترسيم الامازيغية لكن الواضح أن المجتمع المدني سيتم إشراكه في التصفيق لمن سيحيي السهرة الختامية عوضا عن ذلك و هنا لا بد من القول و الإشارة إلى إن من حق الساكنة أن تستمتع بما سيقدمه فنانو السهرة في إطار من الترويج عن النفس و الهروب من ضغط المشاكل اليومية فكما لساكنة الرباط "موازينها" فإن من حق ساكنة تيزنيت أن تكون لها "إيقاعاتها". ستبقى كلماتنا بلا شك بلا أذن تسمعها و في واد عميق لا تذره العين، لكن الأكيد أن خلاصة القول "إحسان في أكلو … و بهرجة في تيزنيت" فاستمتعوا بدسترة اللغة الامازيغية في مشهد يختلط فيه الديني بالثقافي و الفني بقناع السياسة.