تعليقا على مقال نشر في تيزبريس تحت عنوان "يوم المهاجر بتيزنيت بدون مهاجرين... احتفال يتيم ولوحات لا علاقة لها بالمهاجر" بتاريخ 11 غشت 2011 وتعليقا على حوار أجرته تيزبريس مع المهاجر بالديار الإيطالية المنحدر من تيزنيت، العربي أسملال، بتاريخ 9 غشت 2012، أي يوم قبل الاحتفال تحت عنوان "على بعد يومين من الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر بتيزنيت، انتقادات لطغيان البهرجة"، توصلنا برد من رئيس المجلس البلدي لتيزنيت يصف فيه ما كتب بأنه "تعبيرات لا تخلو من الحقد والكراهية واحتقار جهد الآخرين واعتماد الإثارة الزائدة والسخرية السوداء والجمل الماكرة...". وبحكم أن ما كتبته تيزبريس عبارة عن حوار مع أحد المهاجرين الذي استثمر أمواله في مشاريع بمدينة تيزنيت، بالإضافة إلى ارتسامات استقتها تيزبريس من المواطنين الحاضرين في الحفل، وبالتالي فرئيس المجلس البلدي يطلق أوصافه التي نبرأ أنفسنا على استعمالها على هؤلاء الذين أدلوا لنا بهذه التصريحات والارتسامات. إليكم الحوار والمقال المنشورين ورد رئيس المجلس البلدي ونترك لقراء الجريدة حرية التعليق والمقارنة. كما نتمنى أن يستمر رئيس المجلس البلدي لتيزنيت على الرد على جميع ما نكتبه دون انتقاء (كمثال لم نتوصل برد على مقال حول مهزلة توزيع منح المجلس البلدي على الجمعيات ). 1 – الحوار مع المهاجر العربي أسملال والمنشور بتاريخ الخميس, 09 أغسطس 2012 01:20 تحت عنوان "على بعد يومين من الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر بتيزنيت، انتقادات لطغيان البهرجة" في إطار اهتمام تيزبريس بقضايا الجالية المغربية بالمهجر، يومين قبل الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر الذي يصادف العاشر غشت من كل سنة، تجري تيزبريس حوارا مع أحد المهاجرين الذي يتحدر بإقليمتيزنيت: العربي أسملال. في هذا الحوار القيم، انتقد العربي أسملال الطريقة التي يتم بها هذا الاحتفال بتيزنيت والتي تطغى عليه البهرجة وعرض أشياء لا علاقة لها بالمهاجر من قريب أو من بعيد. كما قدم للمسؤولين مجموعة من البدائل من أجل الإرتقاء بهذا الاحتفال حتى يكون في مستوى تطلعات المهاجرين، خاصة الشباب منهم. تيزبريس : ماهي بعض التحديات التي تواجه المهاجر المغربي في السنوات الأخيرة بالمهجر؟ العربي أسملال: في البداية أشكركم على اهتمامكم بشؤون المهاجرين، و بخصوص سؤالكم فإن المهاجرين يعانون من مشاكل لا حصر لها وسأكتفي بسرد بعضها حسب أهميتها، فهناك بالدرجة الأولى مشكل الأزمة الإقتصادية التي تجتاح أغلب بلدان المهجر و التي يشكل المهاجر ضحيتها الأولى، و هناك كدلك المشاكل السياسية في العديد من الدول العربية بدءا من العراق مرورا بتونس و ليبيا و بدرجة أقل باقي الدول العربية حيث تعرض المهاجرون المغاربة لأصناف متعددة من المعاناة، و هناك مشاكل أخرى لا تقل أهمية مرتبطة بالتمييز العنصري والتمييز في التشغيل و التمدرس و في الإستفادة من المساعدات الإجتماعية ، و هناك أخيرا مشاكل ذات الصلة بأداء بعض المصالح القنصلية و السفارات المغربية بالخارج و التي تشهد قصورا واضحا في خدمة مصالح المهاجرين و قد كتبت الصحف الوطنية عن دلك بشكل كبير في السنوات الأخيرة ، و هناك مشاكل اجتماعية مرتبطة بالزواج المختلط و تربية الأبناء و مشاكل أخرى لا يتسع المجال لذكرهاّ. تيزبريس: ماهي المشاكل والإكراهات التي تعترض المهاجر المغربي عامة والسوسي على الخصوص أثناء عودته إلى أرض الوطن؟ العربي أسملال : المشاكل متعددة لكن أهمها يرتبط بالإدارة ، فالمهاجر يعاني تعقد المساطر الإدارية و بطئها وأحيانا كثيرة مزاجية بعض الموظفين الدين ينظرون إلى المهاجر و كأنه يعيش وضعا اجتماعيا راقيا و هو مورد لا ينضب للعملة الصعبة حيث ترسخت الصورة النمطية للإعلام العمومي الدي يستغل كل صيف للدعوة إلى استقبال مميز للمهاجرين مما يؤدي في الواقع إلى نتائج عكسية، أعود للمشاكل الإدارية لأقول بأن مصالح المحافظة العقارية و التعمير و الضرائب تأتي على رأس الإدارات العمومية التي يشتكي منها المهاجرون و هي مصالح لها علاقة مباشرة بالإستثمار، إضافة إلى ما سبق يعاني المهاجر من مشاكل اندماج الأطفال و فقدان الهوية نتيجة قلة الإهتمام بهدا الموضوع من جانب المصالح الحكومية المعنية كالتعليم و الشؤون الإجتماعية، تيزبريس: يقام سنويا احتفال بمدينة تيزنيت في إطار اليوم الوطني للمهاجر الذي يصادف العاشر من غشت كل سنة، ما تقييمكم لهذا الاحتفال؟ العربي أسملال: قبل كل شيء لابد من التنويه بمبادرة الاحتفال السنوي بهذا اليوم بمدينة تيزنيت، لكنني لاحظت مع الأسف أن احتفالات السنوات الخمس الأخيرة لا ترقى بتاتا إلى الشكل المطلوب حيث لاحظت أن حضور أفراد الجالية لا يتعدى عدد أصابع اليد كما أن فقرات الإحتفال فقيرة جدا و لا تتعدى معرضا للوحات المصالح الخارجية يتضمن جردا و إحصاء لمنجزات حقيقية و أخرى وهمية مع الأسف بل نجد رواقا يعرض لوحات التشوير الطرقي، و أنا على يقين أن المسؤولين في البلدية أنفسهم غير راضين عن مستوى هده الإحتفالات التي هي أقرب للبهرجة من شيئ اخر، تيزبريس: إلى من تحملون مسؤولية تدني مستوى هدا الاحتفال الدي تطغى عليه البهرجة؟ العربي أسملال: المسؤولية يتحملها الجميع بدرجات متفاوتة، لكن النصيب الأوفر تتحمله الجهة المنظمة لهدا الإحتفال علما أن بلدية تيزنيت تضم كفاءات سواء من المنتخبين أو المستخدمين الدين بإمكانهم تقديم احتفال و احتفاء يليق بأهمية و مساهمة الجالية القاطنة بالخارج في نمو المدينة و الوطن ككل، و يتعين كدلك إشراك الجميع و استبعاد منطق الإقصاء لأننا جميعا أمام قضية وطنية نبيلة ألا و هي الإهتمام بشؤون رعايا صاحب الجلالة بالمهجر، تيزبريس: من وجهة نظركم ما هي البدائل التي تقترحونها حتى يكون هدا الاحتفال قي مستوى انتظارات المهاجرين؟ العربي أسملال: أولا إشراك الجميع بمن فيهم المهاجرون أتفسهم و التحضير الجيد من خلال دعوة الفاعلين المحليين و القاطنين بالمهجر من مثقفين و أطر و رجال أعمال و تجار و عمال و جمعيات المهاجرين و تسطير برنامج حقيقي للإحتفال بهده الدكرى يتضمن عرض أشرطة وثائقية عن المجهود التنموي و الأفاق المستقبلية كما يتضمن عروضا قصيرة تبرز آفاق الإستثمار و الإصلاحات القانونية و الإدارية و مراجعة المساطر بهدف وضع المهاجر في صورة الإصلاحات الكبرى التي تعرفها المملكة بما بعيد الثقة و يفتح آفاق الإستثمار و يفتح الباب أمام استثمارات المهاجرين داخل الوطن، كما أفترح تنظيم لقاءات مع رؤساء المصالح الحارجية للوقوف على نوعية المشاكل المطروحة و الحلول المقترحة في إطار نوع من الشجاعة و الحوار الجاد ، كما أدعو إلى ضرورة تنظيم معارض للمنتوجات المحلية و معارض للموروث الثقافي المحلي بهدف تعريف أبناء المهاجرين بحضارة وطنهم دون أن أنسى تنظيم سهرات فنية للتعريف برواد الأغنية المحلية، كل هدا من شأنه إرجاع الثقة للمهاجرين و تحقيق الهدف النبيل الدي من أجله تم تخصيص يوم وطني للمهاجر، تيزبريس: بناء على تجربتكم ، ما هي الإنتظارات الآنية للمهاجرين من العامل الجديد؟ العربي أسملال: أولا نرحب بالسيد العامل الجديد و نتمنى له تحقيق الأهداف النبيلة التي عين من أجلها بهدا الإقليم العزيز، و المهاجرون كما جميع سكان الإقليم يتوسمون خيرا في الدينامية الجديدة التي يتم بها تدبير مختلف الملفات و نتمنى أن يكون تشجيع الإستثمار ضمن الأولويات و خاصة الإستثمارات في قطاع البناء و القطاع السياحي و الأنشطة المدرة للدخل، كما نرجو من السيد العامل استعمال السلطات المخولة له من أجل تحسين أداء المصالح المكلفة بالتعمير و التحفيظ و التجهيز و غيرها من المصالح الخارجية و المنتخبة 2 - المقال المنشور في تيزبريس بتاريخ السبت, 11 أغسطس 2012 11:34 تحت عنوان " يوم المهاجر بتيزنيت بدون مهاجرين... احتفال يتيم ولوحات لا علاقة لها بالمهاجر ": احتفال من أجل الاحتفال، فمنذ أزيد من خمس سنوات والاحتفال باليوم المهاجر الذي تنظمه بلدية تيزنيت يمر في أجواء فلكلورية وبهرجة لا علاقة لها بالمهاجرين، الغائب الأكبر في الاحتفال... وشبه أحد الحضور الذي التقت به تيزبريس الحفل بحفل زفاف في غياب العرسان..لوحات إشهارية لمختلف الأبناك وأخرى تعرض منجزات المصالح الخارجية للعمالة، غير أن الملفت للانتباه هو عرض بعض اللوحات للمهاجرين ك "لا للغش في البكالوريا". وقال أحد المواطنين أن المهاجرين انقرضوا ويجب أن نحول الاحتفال إلى يوم أبناء المهاجرين الذين يعيشون عدة مشاكل في البلدان التي استقبلتهم بسبب الأزمة الاقتصادية. من جهة أخرى، استغرب الزوار وجود رواق لإحدى الجمعيات المقربة من رئيس المجلس البلدي لتيزنيت ونائبه الأول والتي أُغدق عليها من كل جانب بالمال والمقر داخل المسبح البلدي؟؟!! وتساءلت جمعيات المجتمع المدني هل وجه رئيس اللمجلس البلدي دعوات لباقي الجمعيات التي تنشط بالمدينة لعرض منجزاتها؟ 3 – رد رئيس المجلس البلدي لتيزنيت على ما كتب تحت عنوان "يوم المهاجر يوم وطني لكل المغاربة":أثار انتباهي وأنا أتصفح بعض التعاليق الواردة عبر الصحافة الالكترونية فاستوقفني التعليق الذي جاء به موقع تيزبريس الذي يفهم منه أن اليوم الوطني للمهاجر هو مجرد استعراض بشري أو مجرد موسم أو معرض خال من كل دلالة رمزية وعمق تاريخي. وحتى لا يكون هناك لبس أو تترك القيم الرمزية للتداول بشكل يفرغها من مدلولها وخصوصا لدى الشباب، وبحكم أن مدينة تيزنيت من الجماعات السباقة إلى تخليد هذا اليوم منذ أن نادى صاحب الجلالة بجعل يوم 10 غشت من كل سنة يوما وطنيا للمهاجر، فكان من المناسب إبداء وجهة نظر في الموضوع: إن الأيام الدولية التي تعلن عنها هيئة الأممالمتحدة أو الأيام الوطنية التي تتبناها الدولة في إطار سيادتها تعتبر محطات للتذكير والتذكر وربط الماضي بالحاضر واستشراف المستقبل حول قضايا ذات عمق تاريخي حضاري . ومن تم يعتبر التاريخ المحدد لتلك الأيام تعبيرا رمزيا للذكرى السنوية تسمح بالاحتفال بشتى تعابير التخليد علمية كانت أو ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية أو رياضية. وفي هذا الإطار، جاء اليوم الوطني للمهاجر كيوم لجميع المغاربة يحتفلون به في 10 من كل سنة بجانب ما يفوق 4 مليون من أبناء الجالية المغاربة المقيمين بالخارج. فأخذت مدينة تيزنيت على عاتقها تسجيل هذا اليوم ضمن أجندتها السنوية تجعله يوما خاصا لاستحضار دور المهاجرين المنتمين إلى إقليمتيزنيت في الدفاع عن نهضة البلاد وسمعته واستقلاله ورفع رايته عاليا بجانب دورهم في التنمية والتعاون والتآزر وجعل رسالة الهجرة ذات مضمون خلاق انساني متطور ، لما عرف عن ساكنة الاقليم لكونهم مهاجرون إلى مختلف أقاليم المملكة للبحث عن العمل والتجارة والمقاولة والتدريس والتعلم وإلى مختلف بقاع العالم ، وبالخصوص بأوروبا، حيث ينشطون في مختلف القطاعات الحيوية دون الانقطاع عن بلدهم ودون أن تغريهم مظاهر الحياة الغربية مرتبطين اشد ما يكون الارتباط بوطنهم الأم: مهاجرون بحثا عن العلم والمعرفة بأفواج من الطلبة والمتعلمين والعلماء ومهاجرون بحثا عن العمل والتجارة ومختلف أصناف الأنشطة في الحياة، مدافعون عن قيم الوطن ووحدته ورفع رايته. وهم بذلك، وبمختلف مساراتهم العلمية والعملية، يستحقون منا الاحتفال والاحتفاء، وإحياء الذكرى عرفانا للجميل ودفاعا عن حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاندماجية. وهنا يظهر أن قيمة الاحتفال لا تنحصر في العدد والكم ، بل ترتقي إلى الوعي بأهمية اللحظة وبرمزية اليوم الوطني. إن الذين توهموا بأن هذا الاحتفال لا يحضره المهاجرون ، نؤكد لهم بأن عددا كبيرا من الحاضرين كلهم من فئة المهاجرين بعائلاتهم وأبناءهم وأحبابهم ورفاقهم جاءوا ليحتفلوا بيومهم الوطني مع ساكنة مدينة تيزنيت. وأنا شخصيا تقدم إلي عدد منهم من الجيل الثالث ، شباب يشتغلون بأمريكا وآخرون بأوروبا كلهم من أبناء عائلات تيزنيت ليعبروا لي عن فرحتهم واعتزازهم وشكرهم بالاحتفال بيومهم الوطني. ولا أحتاج إلى التذكير بأن كثيرا من أبناء الاقليم الذين هاجروا إلى اوروبا لعبوا دورا كبيرا في الدفاع عن استقلال المغرب وتحريره من نير الاستعمار، وكثير منهم انخرط في صفوف المقاومة واستمر في مواصلة نضاله من أجل الديمقراطية بعد استقلال المغرب. كما أن كثيرا من علمائنا هاجروا لتلقي العوم ولتعميق معرفتهم وخبرتهم في المجال الفقهي والشرعي والديني إلى مختلف مدارس الشرق، فرجعوا لأجل مواصلة نشر العلم واداء رسالة المعرفة ببلادهم. كما أن كثيرا من أبناء الاقليم من أطر ومثقفين هاجروا إلى مختلف البلدان كطلبة لصقل تجاربهم ، فرجعوا لتحمل المسؤوليات في مختلف القطاعات بالبلاد. وهؤلاء كلهم يستحقون التكريم لأنهم من المهاجرين. وهجرتهم ليست للترف وتضييع الوقت ومجرد السياحة، بل هاجروا لمواجهة المتطلبات الصعبة للحياة والرفع من مستوى البلاد وتقدمه واستقلاله. ألا يستحق هذا الرصيد العظيم ، وهذا المكسب الرائع التكريم كل سنة والتذكير به وجعل يوم 10 غشت يوما لتخليد المهاجر؟ وهو في نفس الوقت مناسبة لتمكين المهاجرين من التعبير عن آرائهم ومطالبهم والوقوف على حقيقة مسار تطور البلاد وتقدمه، وما تحقق لصالحهم ماديا ومعنويا. وأن قوة هذا الرصيد هو الذي جعل دستور البلاد ينتبه إلى جعل الهجرة والمهاجرين ضمن الفصائل الاجتماعية التي تستحق كل عناية فنص في بنوده على حقوق المهاجرين السياسية والاقتصادية والثقافية والاندماجية، كما نص على الآليات التي تضمن تمكينهم من هذه الحقوق. إن مغاربة العالم هم مواطنون مغاربة لديهم كل حقوق المغاربة وواجبات المواطنة. ومن واجب الدولة والحكومة أن تعمل على تسهيل ظروف إقامتهم بوطنهم الأم، وتوفير كل إمكانيات الإندماج ونظام الشيخوخة وتسهيل الإجراءات الإدارية وتقدير ظروفهم أثناء فترة العطلة السنوية بتسهيل حصولهم على الوثائق الإدارية التي يرغبون في الحصول عليها وتقديم خدمات إدارية جيدة وسريعة لفائدتهم في أفق الاستجابة السريعة والجيدة لحاجيات مغاربة العالم أثناء تواجدهم في موطن الإقامة، وما يتطلب ذلك من حمايتهم من آفات الاقصاء والميز والاعتراف بحقوقهم الثقافية والتربوية والسياسية والمشاركاتية كمواطنين فاعلين في مجتمع عيشهم. ودور اليوم الوطني للمهاجر هو الوقوف على مكامن الخلل ومكامن القوة من اجل العمل على ترجمة الطموح إلى تدابير وإجراءات عملية. وهنا تظهر أهمية مشاركة الإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة من بنوك وجمعيات وكل الفاعلين للمشاركة ومصاحبة هذه التظاهرة من أجل التعريف بالجهد المبذول لجعل الهجرة قيمة رمزية قوية وفاعلة . فواجب المشاركة والمساهمة في تخليد هذه الذكرى ليس حصرا على جهات معينة أو على أشخاص معينين .. بل هو واجب الجميع أفرادا ومؤسسات وهيئات مدنية وإدارات . فالمشاركة تتم بمبادرات تلقائية على الجماعة واجب التجاوب معها بكامل الأريحية .. ومن منطلق أن الجانب العلمي الأكاديمي لا يفسد للجانب الاحتفالي ودا، ولا الجانب التواصلي يقلص من فعالية الجوانب الأخرى. وبالمناسبة لا يسعني إلا أن أحيي مشار كة جمعية رياضية محلية من تلقاء نفسها أشير إليها في التعليق الذي أنا بصدد الرد عليه بصيغة لا تخلو من الغباء الصحفي ولا تليق بالمقام. فالجمعية المعنية هي نادي السباحة والغوص بتيزنيت الذي أخذ على عاتقه تكوين مدرسة للسباحة لفائدة أبناء المدينةوإقليمها. ويستقبل كل سنة عددا من الشباب حتى من خارج الوطن في دورات تدريبية من ضمنهم أبناء المهاجرين. بحيث استطاع هذا النادي أن يؤطر أكثر من 250 تلميذا يتعلمون السباحة بجانب عدد كبير من النساء والشباب يحمل عدد منهم بطائق الجامعة الملكية لرياضة السباحة والغوص في تحد لاستعادة أمجاد السباحة التيزنيتية التي خرب مسبحها التاريخي في مسلسل محو الذاكرة. ومن هذا المنطلق، فبلدية تيزنيت بدعمها لكل النوادي الرياضية ودعوتها للمشاركة في الأيام الوطنية والدولية تريد التأكيد على أن الرياضة تعتبر رافدا مهما وفعالا في تحقيق تنمية محلية، لما للرياضة من دور في الحفاظ على البيئة وفي تحسين صحة الأفراد وضمان حيوية ونشاط المجتمع، وليست مجرد نشاط ترفيهي جانبي أو تكميلي. بل هي عمل تنموي بامتياز. ويتعين الكف عن احتقار الرياضيين وكل مبادراتهم الوطنية والمحلية من خلال اللعب بالكلمات واعتماد الإثارة الزائدة والسخرية السوداء والجمل الماكرة لاستفزاز الفاعلين المحليين بتعبيرات لا تخلو من الحقد والكراهية واحتقار جهد الآخرين. وهذا يجانب وظيفة الإعلام والإخبار.. فإذا كانت الصحافة جادة في رغبتها في المزيد من المصداقية والجدية والدقة لدى الفاعلين السياسيين والمجتمعيين، فعليها أولا أن تطبق هذه المفاهيم على نفسها قبل مطالبة الآخرين بالالتزام بها. وهذا أضعف الإيمان. عبد اللطيف أعمو رئيس المجلس البلدي لمدينة تيزنيت