لا أدري ما الذي اصاب أعيان تزنيت ومسؤوليها الترابيين والمنتخببين والتجار والمنعشين العقاريين الكبار…. حين تركوا تحفة رياضية وتربوية من طينة الإطار الوطني "علي إيدوفقير" طريح الفراش يأكله الإهمال داخل جدران مشفى الحسن الثاني بأگادير، يعاني من ألم المرض ويكابد حدة النسيان والإهمال الأكثر وطأة وداءً من المرض. هل تزنيت وما أدراك ما تزنيت، وما لرجالها من مال وفضة وذهب ونفوذ ووجاهة، أصبحت ناكرة الجميل لأحد أساتذتها الأجلاء الأكثر عطاءً وصفاء وأخلاقا وطيبوبة، قضى كل عمره وشبابه في التدريس وهو استاذ للتربية البدنية خريج مدرسة التكوين في فاس سنة 1994، وفي التأطير وهو مؤطرا العديد من التكوينات ودورات التأطير للشباب، وفي التكوين وهو مكونا في جمعيات ونوادي رياضية كثيرة، وفي التدريب وهو مدربا لجميع الفرق الرياضية في تزنيت واحوازها، بدءا بأمل تزنيت الذي حقق معه الصعود إلى القسم الوطني للهواة وصنع جزءا من تاريخه وأمجاده، ثم فريق إثران تيزنيت الذي اشرف فيه على التكوين والتدريب والتأطير، وهي المهام التي اشتغل فيها أيضا مع فريق آيت جرار وفريق سيدي إفني وفريق ماست وفريق آيت براييم. هذا هو الأستاذ علي إيدوفقير، الرياضي الأول في تزنيت، إبن آيت براييم الذي ضحى بكل ما يملك، من أجل ترسيخ ثقافة رياضية في تزنيت وما إليها، ثقافة كروية مبنية على أسس التكوين الجيد والتأطير البدني الخلاق، وعلى فكر رياضي نظيف، فقد كرس حياته للتكوين لأنه في تمام الإدراك بأن مستقبل الرياضة وكرة القدم يبنى من الأسفل من القواعد وعلى أساس التكوين.. لم يكن ابدا انانيا، بل كان سخيا ومعطاءً، يجول بين الفرق الرياضي التي اشتغل بها يبني الأجيال وأبناء المستقبل، ويضع اللبنات الأساسية للتكوين والتأطير، يضع تجربته الكبيرة التي راكمها في التكوينات والدبلومات العليا التي حاز عليها في التدريب والتكوين داخل الجامعة المغربية وداخل مدارس كروية خارج المغرب، وقد حاز على دبلوم درجة ب الذي بخوله تدريب الفرق التي تنشط في القسم الأول بالبطولة الاحترافية… وقد جاور مدربين في الصفوة والنخبة الوطنية في لقاءات تكوينية عديدة، وكل هذا التراكم الكبير والتجربة المهمة جعلها "علي إيدوفقير" متاحة أمام الفرق الرياضية في تزنيت لتنهل منها وتستفيد منها لعلها تعتلي درجات الأقسام الوطنية الممتازة… مجمل القول، علي إيدوفقير إطار وطني محترم، أعطى الشيء الكثير لتزنيت حاضرة وإقليما، وهو لسنوات طوال يضحي في الجمعيات والنوادي والملاعب وفي الميادين والمواقع، كان يصنع الفرحة في قلوب الناس، ويبني صرح الفرق الرياضية ويصنع تاريخها، اليوم علي إيدوفقير طريح الفراش ينخر المرض جسده، يعاني من الإهمال والنسيان داخل مشفى بأگادير… هو الآن في حاجة إلى عناية علاجية وصحية عاجلة، فهل يستيقض ضمير تزنيت وضمير مسؤوليها وأعيانها وتجارها الكبار أصحاب المال والسلطة والعقارات، لإنقاذ هذا الإطار الوطني الذي يمثل جزءا مهما من التاريخ الرياضي لمدينة تزنيت… تزنيت التي ينتمي إليها رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش، لا يستحق إبنها مربي الأجيال علي إيدوفقير ما يكابده من إهمال ونسيان.