الاهداء إلى المشردين في هذا الوطن من الموظفين الذين التهبوا بسياط الانتقال والترحال من مكان إلى آخر… إلى كل من استنزفته سومة الكراء وعانى من رهاب اليوم الثلاثين من الشهور الميلادية…او القمرية…لايهم الى سكان هذه التراب المحرومين من شبر من هذه التراب… الى كل من راوده حلم الحصول على سكن… الى كل من هم بتأسيس تعاونية للسكن… أقول لكل هؤلاء… أقول…أرضنا وارض أجدادنا ليست ملكا لنا… أرضنا التي ارتوت بدماء أجدادنا لاحق لنا في السكن الكريم عليها… أرضنا التي حررها أجدادنا من الاستعمار لازالت مستعمرة باسم قوانين التعمير…او التهيئة العمرانية…او الملك الغابوي…او…مسميات حديثة وضعها مصاصو الدماء الجدد الذين يعيشون في سراديب الإدارة ويفرون من الشمس الى الظلام. الى الرئيس الذي كنته يوما ما أقول… يوم الزفت هذا الذي قررت فيه تأسيس تعاونية سكنية لأسرتك الكبيرة التي تفتخر بالانتماء إليها…أسرة التربية والتعليم… يوم النحس هذا الذي راودتك فيه أحلام التغيير وانطلت عليك حيل مدربي التنمية الذاتية الذين أوهموك أن قدر الانسان بيده يفعل به ما يشاء…ترهات…وخزعبلات…ربما في مكان آخر بعيدا عن هذا الوطن ومع بشر آخرين… هنا معادلة التغيير تحت الصفر ومتغيراتها تتغير بجنون وعبث لا نظير لهما…ولتذهب بعد ذلك قوانين العقل او المنطق الى الجحيم… تفوح منك مرارة الإحباط وتحاول جاهدا إخفاءها بماء Rêves d'or كمتقاعد من فرنسا أمضى أحلى أيامه في مناجم الفحم بالالزاس واللورين وعاد من غربته محملا بالذكريات الأليمة وكريات السليكوز في رئتيه. تصاب بالغثيان وأنت تتذكر أطنان المراسلات والتقارير والتصاميم والأوراق التي التهمتها الإدارة بوحشية غول الأساطير والتهمت معها لحظات العمر التي لن تعود ابدا. يقرع سؤال محير شبكة أعصابك التي نالت منها الاجتماعات الماراثونية مع الاداريين الذين يدمنون الثرثرة على الكراسي الخشبية ويتلذذون بجمع الاوراق على مكاتبهم : لماذا؟ يتبع… محمد ازرور