رغم كل ما يقال عن التصاق الجنسية المغربية بصاحبها، والتعقيدات القانونية المتشابكة بالمعطى الديني، والتي تجعل من شبه المستحيل إسقاطها، لم يتردد الراحل إدريس البصري في وضع توقيعه على قرار يجرد أبراهام السرفاتي، المغربي يهودي الديانة، من انتمائه إلى المغرب، ويعتبره بذلك برازيليا غير مرغوب فيه فوق تراب المملكة، ليغادر سجنها الذي أمضى فيه أزيد من 17 سنة، إلى المنفى الفرنسي. والذريعة إقامة والده الطويلة في البرازيل. والسبب الحقيقي، المعارضة الشديدة التي أبداها هذا اليهودي المغربي لأمير المؤمنين، بانتمائه الشيوعي الراديكالي أولا، ثم بخروجه عن «وحدة» الموقف من قضية الصحراء. «عليكم أن تدركوا أن هذا الشخص متورط في قضية تعتبر في نظري مقدسة. إن الصحراء بالنسبة إلي بمثابة الألزاس واللورين بالنسبة إليكم» يقول الحسن الثاني مخاطبا زوجة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتيران. بل إن الرجل الذي تجاوز الثمانين، ويقضي أيامه حاليا في مدينة الورود ويشتغل كمستشار في شؤون النفط، لا يتردد في الإفصاح عن قناعاته السياسية التي تميل نحو النظام الجمهوري ولا تعتبر الملكية الديمقراطية إلا مرحلة أولية، مما جعل الحسن الثاني يصدر بشأنه اجتهادا حقوقيا يعتبر «حقوق الإنسان في المغرب تقف عند قضية الصحراء. وكل شخص يدعي أن الصحراء ليست مغربية، لا يمكنه أن يتمتع بحقوق الإنسان، ذلك أن موقفه هو موقف خيانة وتفريط في الأرض»، وهو الاجتهاد الذي أبقى السرفاتي خارج المغرب إلى أن اعتلى محمد السادس عرش المغرب، وسمح له بالعودة سنة 1999.