طرأ تغيير على برنامج رحلة القافلة البريطانية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، "خط الحياة لغزة"، إذ ستغادر مدينة وجدة صباح اليوم السبت، بدل أمس الجمعة، عبر نقطة الحدود المغربية "زوج بغال"، المغلقة من الجانب الجزائري منذ سنة 1994. وقال مصدر من لجنة التنسيق لاستقبال القافلة، التي يقودها النائب البريطاني جورج غالاواي، إنها حلت بوجدة أمس الجمعة، بدل الخميس، كما كان منتظرا في وقت سابق، نظرا لعياء السائقين، وطول المسافة، وكذا حجم القافلة، التي يتجاوز عدد مركباتها 120 مركبة. وهيأت لجنة التنسيق، المكونة من فعاليات نشطة بجمعيات حقوقية ومنظمات نقابية، وهيئات سياسية، ومن المجتمع المدني، أجواء استقبال القافلة، أمس بمدينة وجدة. وقال حسن عماري، المسؤول عن لجنة الاستقبال، إن هيئات المجتمع المدني بالجهة الشرقية هيأت كل شروط استقبال وتوديع القافلة الإنسانية، "خط الحياة لغزة". وهيأ المنظمون حفل استقبال جماعي للقافلة في الرابعة مساء، عند مدخل وجدة، ليعبروا شارع محمد الخامس، قبل الوصول إلى مقر البلدية، حيث من المقرر أن يكون نظم تجمع خطابي، برمج للتناوب على كلماته عبد الرحيم لمرابط، محام بهيئة وجدة، وحقوقي عن لجنة الاستقبال المحلية، وأحمد ويحمان، عن لجنة الاستقبال الوطنية، التي تضم هيئات مغربية لدعم الشعبين العراقي والفلسطيني (مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، وفعاليات المؤتمرات العربية الثلاث بالمغرب: المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية)، وكلمة لرئيس القافلة، جورج غالاوي، أو نائبه صباح المختار، رئيس المحامين العرب في بريطانيا. وأضاف المصدر أن اللجنة المحلية بوجدة هيأت لتنظيم حفل عشاء وجلسة عمل مع أعضاء القافلة مساء الجمعة، قبل أن تنظم حفل وداع بالنقطة الحدودية المغربية الجزائرية "زوج بغال"، اليوم السبت، حوالي العاشرة صباحا، لتوديع القافلة التي ستدخل الجزائر صباح اليوم نفسه. وقال المصدر إن الهيئات النقابية والسياسية والجمعوية، والصيادلة والأطباء أعدوا مساعدات إنسانية لسكان غزة، كما أن مجموعة من الفعاليات في العيونالشرقية وتاوريرت أبدوا رغبتهم في تقديم مساعدات إنسانية، لكن نقلها إلى غزة يبقى رهينا بحمولة القافلة البريطانية، حسب المصدر. وكانت القافلة وصلت، الأربعاء الماضي، إلى ميناء طنجة، وتضم حوالي 120 شاحنة، محملة بالمساعدات الإنسانية من لندن إلى غزة. ويعد المغرب المحطة الأولى عربيا في رحلة من 8 آلاف كلم، عبر الجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، قبل عبور معبر رفح، النقطة الحدودية بين مصر وفلسطين، لولوج قطاع غزة. والقافلة المحملة بالمساعدات الإنسانية، ومعدات ثقيلة، وسيارات إسعاف، وعربة إطفاء، غادرت لندن السبت الماضي، ووصلت المغرب الأربعاء، عبر بلجيكا، وفرنسا، وإسبانيا. وحسب تصريحات مسؤولين بالقافلة للصحافة، تنقل القافلة البريطانية أزيد من 1.11 مليون يورو من المساعدات الإنسانية، ومن المتوقع أن تقطع 8 آلاف كلم، في 16 يوما، من لندن إلى قطاع غزة، المتوقع أن تصله في فاتح مارس. واستقبلت القافلة، يوم الأربعاء، حين وصولها إلى طنجة، من طرف مندوبين عن هيئات مغربية لدعم الشعبين العراقي والفلسطيني. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن نجاح حملة المساعدات لقطاع غزة، فاق ما كان ينتظره المنظمون، بفضل دعم الجمعيات الإسلامية والبريطانية، وتحالف "أوقفوا الحرب"، وحزب "ريسبيكت"، الذي يتزعمه النائب البرلماني البريطاني جورج غالاوي، قائد القافلة، والمنظمة الأنجلو عربية، واتحادات نقابية بريطانية. وكان تحالف "أوقفوا الحرب" نظم مظاهرات شبه يومية في بريطانيا، خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة بين 27 دجنبر و18 يناير، الذي خلف أكثر من ألف و330 قتيلا، و5 آلاف و450 جريحا، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ.