نفت مصادر متطابقة من المنطقة الشر قية على النقطة الحدودية «زوج بغال» مع الجزائر، أية تحركات غير عادية لمواطنين مغاربة بالمنطقة توحي بأنهم ينوون اقتحام الحدود مستغلين عبور القافلة الإنسانية الأوروبية التي تنوي التوجه إلى غزة الفلسطينية، نافية أن تكون قوات الأمن المغربية في حالة استنفار، في الوقت الذي أكدت فيه أن السلطات الجزائرية، في الجانب الآخر من الحدود، دأبت على مثل هذه التحركات. وكانت تقارير صحفية ذكرت أن قوات الأمن الجزائرية على النقطة الحدودية مع المغرب «زوج بغال» وُضعت في حالة استنفار، وأن السلطات الجزائرية وجهت أمرا إلى المركز الحدودي باتخاذ الإجراءات اللازمة للسماح بعبور القافلة التي يقودها النائب البرلماني والقيادي السياسي جورج غالوي، والاستعداد لمواجهة العديد من العائلات التي تستعد لاقتحام الحدود مستغلة مرور القافلة الإنسانية الأوروبية، حسب تلك المصادر، التي نقلت أيضا أن السلطات الجزائرية أمرت بإغلاق الحدود مباشرة بعد مرور القافلة. وكانت القافلة استقبلت، يوم الأربعاء بالرباط، قادمة إليها من ميناء طنجة بعدما مرت بكل من بلجيكا وفرنسا وإسبانيا، ومن المتوقع أن تكون عبرت إلى الجزائر يوم الجمعة. وأطلق على القافلة اسم «خط الحياة لغزة»، وتضم حوالي 120 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية على شكل أغذية وأدوية وسيارات إسعاف. ويعد المغرب المحطة الأولى عربيا في رحلة تبلغ 8 آلاف كلم، ستقطعها القافلة مرورا كذلك بكل من الجزائر وتونس وليبيا ومصر، قبل الوصول إلى معبر رفح، النقطة الحدودية بين مصر وفلسطين، لولوج قطاع غزة. وأضافت تلك المصادر، التي من بينها من يُنسق مع القافلة، في إطار مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين وفعاليات المؤتمرات العربية الثلاثة بالمغرب (المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية)، في إفادتها ل«المساء»، أنها تنفي بشكل قاطع المزاعم التي تقول بوجود مواطنين مغاربة على الحدود ينتظرون فتحها في وجه القافلة الأوروبية للدخول إلى الجارة الشرقية، كما تنفي وجود أية تحركات أمنية غير عادية في الجانب المغربي. جدير بالذكر أن الجزائر تغلق حدودها الغربية مع المغرب منذ سنة 1994، ردا على فرض المغرب على الجزائريين تأشيرة الدخول إليه بعد أحداث فندق آسني بمراكش، التي اتهم فيها المغرب جزائريين بالوقوف وراءها. ولم تستجب الجزائر للعديد من المبادرات التي أقدم عليها المغرب، في سياق سعيه إلى إذابة الجليد بين البلدين، ومن ذلك تراجعه عن فرض تأشيرة الدخول على مواطني الجارة الشرقية، وهو ما اعتبرته هذه الأخيرة إجراء أحادي الجانب غير ملزم لها. إلى ذلك، أفاد محمد عيسى، بريطاني الجنسية وفلسطيني الأصل وأحد المنظمين لقافلة التضامن الإنسانية الأوروبية «خط الحياة لغزة»، أنهم يعبرون الحدود المغربية-الجزائرية، بعدما سمحت بذلك كل من السلطتين الجزائرية والمغربية، وأنهم لم يواجهوا أية صعوبات تذكر، في طلباتهم الموجهة إلى الجزائر والرباط بخصوص عبور الحدود، رغم المشاكل القائمة بين البلدين في علاقتهما الثنائية. وأضاف عيسى، في اتصال مع «المساء»، أن أهداف قافلتهم، المكونة من 120 سيارة وشاحنة وتقل على متنها 300 شخص من جنسيات مختلفة، هي ذات طابع إنساني، وليست معنية بما هو سياسي، مشيرا إلى أن التنسيق تم مع السلطتين المغربية والجزائرية فقط حول ظروف المرور والترتيبات اللازمة لعبور آمن، وهو ما رحبت به الدولتان دون قيد.