على إيقاع شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ودع سكان مدينة وجدة، صباح أول أمس السبت، قافلة «خط الحياة غزة» التي استقبلها الجزائريون بالمركز الحدودي زوج بغال بالموسيقى التي عزفتها الفرقة النحاسية، والتي كانت أصداؤها تصل إلى الجانب المغربي. ومنع رجال الأمن المغاربة المصورين الصحافيين من الولوج إلى المركز الحدودي قصد التقاط صور للقافلة وهي تجتاز الحدود المغربية. وقبل أن يعبر الحدود، أكد صباح المختار، نائب رئيس القافلة ، ل«المساء» أن مرور الحافلة عبر الحدود المغربية الجزائرية له دلالة تاريخية تتجلى في أن مطلب الجميع هو أن تبقى هذه الحدود مفتوحة إلى الأبد من أجل تجسيد وحدة مغاربية حقيقية. ونفى المختار ما تردد من أنباء حول تأخر الجزائر في استقبال القافلة، موضحا أن سائقي القافلة هم الذين تأخروا في المجيء بسبب الإرهاق الذي أصابهم نظرا لطول مسافة الرحلة. واستقبل سكان مدينة وجدة القافلة استقبالا حافلا، إذ خرج العديد من الشباب والأطفال، على طول الطريق التي مرت منها القافلة، حاملين الأعلام الفلسطينية وملوحين بالكوفيات ، كما نظم مهرجان خطابي أمام قصر البلدية، مساء يوم الجمعة، هتف فيه الحاضرون باسم غالوي رغم غيابه، ورددوا شعار «توني بلير يا ملعون غالوي في العيون». واعتذر صباح المختار، في كلمة له بالمهرجان، عن غياب النائب البريطاني بسبب التزامات برلمانية دفعته إلى العودة إلى بريطانيا على أن يلتحق بالقافلة بعد يومين. كما اعتذر بصفته مواطنا بريطانيا عن أعمال حكومته البريطانية التي وصفها ب«المجرمة» والخائنة للمبادئ والتقاليد بعد أن اتفقت مع الصهاينة على ارتكاب مجازر في غزة. ومن جانبه، وصف أحمد وايحمان المشاركين في القافلة ب«الفاتحين»، لكونهم عبروا الحدود بين المغرب والجزائر، مستنكرا استمرار إغلاقها لما يسببه ذلك من معاناة إنسانية للشعبين. وقال وايحمان، في كلمة له باسم مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني وفعاليات المؤتمرات القومية الثلاث، «التقينا جزائريين بالمؤتمر القومي العربي يبكون مأساة استمرار إغلاق الحدود». ومن جهته أكد رباح أبو رموز، مستشار قانوني للحافلة، أن الكرم المغربي تجاوز الحدود، حيث وفرت لهم جميع أسباب الراحة بعد أن عانوا طيلة عبورهم لأوروبا من تناول الوجبات الخفيفة داخل الشاحنات. وقال رموز ل«المساء» إن القافلة حظيت باستقبال حار أيضا من لدن الجزائريين والذين نادوا بفتح الحدود بين البلدين الجارين. وعلى شرف القافلة أقام المجلس العلمي بمدينة وجدة بدعم من المحسنين حفل عشاء بقاعة النخيل بالمدينة، وقد ألقى مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس، كلمة أشار فيها إلى أن رحلة البريطانيين في اتجاه غزة تمثل الصداقة بين الشعوب لأنها مرت بالعديد من الدول إلى جانب أنها تناصر المظلومين. واعتبر بنحمزة أن القافلة فرصة لاكتشاف قدر التعاطف الذي يكنه الشعب المغربي اتجاه الفلسطينيين المعتدى عليهم من لدن الصهاينة، مبرزا أن الاعتداء على غزة هو اعتداء على الأمة بكاملها. وإلى جانب مساهمة المجلس العلمي، تكلف النائب البرلماني الاستقلالي عمر احجيرة، بأداء فاتورة أحد الفنادق الذي استقبل البريطانيين، بينما أمضى بعض المشاركين في القافلة الليلة بمقر حركة التوحيد والإصلاح بوجدة، حسب ما أكده عضو باللجنة التنظيمية. وتضم القافلة حوالي 15 مغربيا يحملون الجنسية البريطانية، وفق ما أكده نائب رئيس القافلة، من بينهم مودة بيهي، وهي أصغر المشاركين سنا، وتنحدر من مدينة مكناس. مودة (14 سنة)، أصرت على أن تشارك في القافلة رفقة والده وأخويها، بعد أن حصلت على رخصة مدتها شهر من المدرسة التي تتابع فيها دراستها، لتتضامن مع أطفال غزة. تحكي هذه الطفلة ل«المساء» بحماس كيف أنها أخبرت أطفال لندن أنها ستمثلهم في القافلة وستخبر أطفال غزة أن أقرانهم البريطانيين يتألمون لحالهم ومتأثرون بمأساتهم ويتمنون أن يأتي يوم ينعمون فيه بحياة أفضل. ومن بين المشاركين في القافلة الإعلامية البريطانية إيفون ريدلي، التي كانت حركة «طالبان» اعتقلتها بأفغانستان في أكتوبر 2001، والتي أكدت أن هذه هي المرة الثانية التي تزور فيها غزة، إذ سبق أن زارت غزة خلال شهر غشت الماضي ضمن القارب الذي استأجرته «حركة تحرير غزة». وعبرت ريدلي، التي قادت حملة جمع تبرعات مالية لصالح القافلة عبر مختلف وسائل الإعلام في بريطانيا، عن ألمها لفقدانها أحد أصدقائها الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حسب ما صرحت به ل«المساء». يذكر أن القافلة تضم حوالي300 بريطاني، وأزيد من مائة عربة محملة بمساعدات إنسانية، انطلقت في 14 من الشهر الجاري من لندن، عبر فرنسا وبلجيكا وإسبانيا والمغرب والجزائر، وستكمل رحلتها نحو تونس وليبيا ومصر وصولا إلى غزة.