أعادت قافلة جورج غالوي للتضامن مع غزة إلى ذاكرة سكان مدينة وجدة موضوع الحدود بين المغرب والجزائر، إذ لا حديث لساكنتها أمس إلا عن فتح الجزائر للحدود لمدة 24 ساعة. وعبر العديد من السكان ل«المساء» عن تضامنهم مع غزة من خلال القافلة البريطانية، حيث كتب على لافتة علقت بمدخل المدينة بالعربية والإنجليزية: «سكان مدينة وجدة يرحبون بقافلة الأحرار، لكن في الوقت ذاته يطالبون بقافلة شبيهة من أجل فك الحصار عن الشعبين المغربي والجزائري، على حد تعبيرهم. وفي هذا الصدد، قال حمد بوجلود (عامل) ل«المساء» إن هذه المبادرة جيدة ومتميزة، غير أن المطلوب هو أن تبادر جمعيات مدنية دولية من أجل وضع حد ل«رفح وجدة»، مبينا أن العديد من الأسر تعاني يوميا قصد زيارة أقاربها سواء بالمغرب أو بالجزائر، مما يستدعي تحركا دوليا لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية. ومن جهتها، تأسفت حبيبة الرحمان (موظفة) على عدم قيام مبادرات من هذا النوع في اتجاه فتح الحدود بين بلدين يعاني سكانهما، خاصة الذين تربطهم علاقة مصاهرة وقرابة، في محاولتهم للمرور عبر الشريط الحدودي ما بين السعيدية وفكيك. محسن شاب جزائري وأمه مغربية، يزور مدينة وجدة كل ثلاثة أشهر عبر سيارة التهريب، يحكي محسن عن رحلته الشاقة قائلا: «دائما نخاف أن نعتقل من قبل الجيش الجزائري، حيث تنحصر مهمتنا في تقديم مبلغ مالي لصاحب السيارة التي تقوم بالرحلة». وتحدو محسن (مقاول) رغبة في أن تكون قافلة غزة فاتحة خير على ساكنة وجدة، وتفتح الحدود بصفة مستمرة حتى يزور جدته عبر سيارته الخاصة، حتى يضع حدا لاستفزازات أصحاب السيارات (المهربين) الذين يعاملون الركاب كعبيد لهم، على حد قوله. أما فاطمة (54 سنة) فتزور دائما ابنها بالجزائر، وتشبه رحلتها ب«سيارة الموت»، لأن الرحلة من وجدة إلى مدينة مغنية الجزائرية تشبه، في نظرها، رحلة الهجرة السرية التي يقوم بها مغاربة نحو أوروبا عبر مدن الشمال. أما مصطفى (مستثمر)، فيرى أن إغلاق الحدود خلف ركودا اقتصاديا في جميع المجالات، وتضررت معه أسر كثيرة، مما دفع معيليها إلى اللجوء إلى أعمال غير قانونية، مثل التهريب، قصد كسب عيشهم. ومن جانبها، عبرت فتيحة الداودي، رئيسة جمعية رياج كوم، وهي جمعية هدفها الأساسي هو فتح الحدود بين المغرب والجزائر، عن أسفها لهذا الإغلاق الذي خلف مآس إنسانية، إلى درجة أنه تعذر تقديم العزاء بين أسرتين لا تبعد بينهما سوى مسافة 17 كيلومترا، وقالت الداودي، في تصريح ل«المساء»: «نتمنى أن تكون قافلة غزة خطوة أولية نحو فتح دائم للحدود ما بين المغرب والجزائر»، مشبهة سكان وجدة بسكان غزة في ما يتعلق بالحصار الدائم، غير أن الفرق في نظرها أن الفلسطينيين يعانون بسبب عدو لهم، في الوقت الذي يعاني فيه المغاربة بسبب جيرانهم. وفي ما يتعلق بالاستعدادات لاستقبال قافلة غالوي، التي ستعبر إلى الجزائر اليوم (السبت)، تشكلت لجنة من الفعاليات بالمدينة، تضم أحزابا سياسية ونقابات وجمعيات المجتمع المدني، ونظمت مساء أمس استقبالا للقافلة. وذكر مصدر أمني أن السلطات بمدينة وجدة حاولت إصلاح العديد من المرافق بالمركز الحدودي، خاصة في ما يتعلق بالإنارة والنظافة، كما أكد مسؤول بشرطة الحدود بزوج بغال ل«المساء: أن الإدارة عززت صفوفها بأعضاء آخرين قصد تسهيل عملية مرور أعضاء قافلة غزة... ومن جهة أخرى، كشف مصدر رسمي، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن حوالي 500 شخص عبروا المركز الحدودي زوج بغال، منذ سنة 1994، تاريخ إغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر، موضحا أن هذه الوفود رسمية أجنبية قبلت الجزائر استقبالها. يذكر أن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر يعود إلى سنة 1994 بعد أحداث أطلس أسني بمراكش.