أعادت قافلة «خط الحياة غزة» التي قادها النائب البريطاني جورج غالوي طرح موضوع الحدود بين المغرب والجزائر، إذ وصف غالوي ب«الفاتح العظيم» لعبور قافلته الحدود التي أغلقت منذ سنة 1994. قافلة غالوي، التي اجتازت الحدود المغربية الجزائرية، يوم 22 من الشهر الجاري، رحب بها المغرب والجزائر على حد سواء، واستغل مواطنو البلدين الفرصة للمطالبة بقافلة مماثلة لفتح الحدود بين بلدين جمعتهما الجغرافيا وفرقتهما السياسة. رغم هذا الإغلاق الرسمي للحدود، فالسكان فرضوا أمرهم الواقع ولجؤوا إلى تهريب البشر والبضائع، منهم من يعاني من أجل كسب قوت يومه عبر العمل في تجارة المواد المهربة المختلفة والمتنوعة عبر الحدود، ومنهم من يخاطر بنفسه من أجل زيارة قريب أو عيادة مريض أو حضور حفل زفاف أو تقديم عزاء. هذا هو حال الشريط الحدودي من السعيدية إلى فكيك، هذه الأخيرة تعد من أكثر المناطق الحدودية حساسية بين البلدين، ففي كل مرة تطفو على السطح أحداث تتعلق باستفزاز جيش الجارة الجزائر لساكنة المنطقة عبر اختطاف أبنائها أو سرقة أغنامها ومواشيها. ساكنة فكيك، عاشت خلال الأيام الأخيرة على وقع اختطاف أربعة شبان تتراوح أعمارهم ما بين 23 و25 سنة، ذنبهم الوحيد، حسب أسرهم، هو أنهم ذهبوا ليصطادوا السمك في نهر زوزفانة، المتنفس الوحيد للمدينة. أحداث كثيرة تحبل بها مدينة فكيك، رجال ونساء اختطفوا ومروا بتجربة سجون الجزائر، ابتداء من اختطافهم من التراب المغربي وانتهاء بمحاكمتهم، بل حتى الحمقى والمجانين لم يسلموا من استفزاز الجيش الجزائري الذي يرابط بالجبال والسهول. ولا يتوقف الحد عند هذا الاستفزاز ، بل لسكان فكيك قصة تاريخية مع الجزائر، التي استولت على أراضيهم، مابين الخمسينيات والسبعينيات، امتلاك المغاربة لعقود رسمية تثبت ملكيتهم لها، تجعلهم لا يتوقفون عن المطالبة بتعويضهم، سواء من المغرب أو الجزائر، خاصة وأن ما فقدوه ليس قدرا يسيرا، بل ما يزيد على 135 ألف نخلة ومساحة شاسعة وخصبة على امتداد خمسين كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية.