وصلت قافلة التضامن الإنساني «خط الحياة من أجل غزة»، التي تضم أزيد من مائة شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية لسكان القطاع،يوم الأربعاء إلى ميناء طنجة قادمة من إسبانيا. وكانت القافلة التي يقودها عضو مجلس العموم البريطاني الشهير جورج غالوي، بدأت رحلتها التي يبلغ طولها ثمانية آلاف كلم، يوم السبت الماضي من لندن. وبعد عبور بلجيكا وفرنسا وإسبانيا، حطت القافلة بميناء طنجة حيث ستبدأ من هناك رحلة إنسانية تعبر خلالها خمسة بلدان عربية قبل الوصول إلى غزة. كما ينتظر أن تمر القافلة بعدد من المدن المغربية قبل التوجه إلى الجزائر برا ثم تونس وليبيا وأخيرا مصر قبل دخول قطاع غزة عبر معبر رفح. وعبرت عدد من الجمعيات المغربية, خصوصا تلك التي التزمت بدعم القضايا العربية والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، من خلال شعاراتها وخطابات الترحيب على امتنانها العميق لهذه المبادرة الإنسانية لمساعدة سكان قطاع غزة «»الذين يعانون حد الاستشهاد من الاعتداءات الإسرائيلية والحصار المفروض على القطاع في عقاب جماعي للشعب الفلسطيني»». وفي تصريح للصحافة, أوضح غالوي أن مبادرة «»خط الحياة»» تمثل أيضا «»رسالة إلى المجموعة الدولية بهدف تحسيسها حول مأساة الشعب الفلسطيني والاعتداءات الرهيبة الممارسة في حق المدنيين بغزة»». وقال أنه «»بعيدا عن أية اعتبارات سياسية، فالمبادرة تحركها أساسا الروح الإنسانية، فهناك أطفال يعانون وعائلات تعيش في الحرمان وشعب يموت تحت وطأة الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية المدمرة»». وأبرز في السياق نفسه، أن هذه القافلة تعد أيضا «»رسالة سلام وأخوة من الشعب البريطاني للشعوب العربية, وهي مسيرة تسائل الضمائر وتدعو إلى التحرك بهدف تغيير الأشياء وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة»». وفي إشارة إلى إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر, أبرز غالوي إلى أنه للمرة الثانية يعبر الحدود بين البلدين في إطار قافلة تضامن مع القضايا العربية, معربا عن أمله في «»أن تشكل القضية الفلسطينية حافزا للوحدة العربية»». من جهته, أشاد خالد السفيانير منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين, بهذه المبادرة التي عبأت المواطنين البريطانيين من مختلف المشارب, معربا عن أمله في أن تشكل هذه القافلة إضافة في جهود كسر الحصار على غزة. واتحد250 مشارك من بينهم طلاب وعمال ورجال أعمال مسلمين ومن ديانات أخرى حول هذا المشروع، يحركهم وازع مشترك يتمثل في قيم التضامن الإنسانية. وقال كيم, شاب بريطاني ذي24 سنة يشارك للمرة الأولى في مبادرة إنسانية مماثلة, إنه «»مغتاظ جدا من صور المجازر الإسرائيلية بغزة وبالظروف الصعبة التي تعيش فيها ساكنة القطاع المحرومة من الماء والكهرباء والأدوية, بل ومن الاحتياجات الأساسية التي تتطلبها المعيشة»». وبالرغم من العياء الشديد الذي ألم بهذا الشاب بعد عدة أيام دون نوم, أكد كيم أن «»مشاركته في القافلة تعد بمثابة التفاتة بسيطة يمليها عليه ضميره للمشاركة في محاربة الظلم»». وبعد مغادرتها لمدينة طنجة زوال الأربعاء، ستحط القافلة رحالها بالرباط قبل مواصلة المسير نحو خمسة بلدان عربية قبل بلوغ معبر رفح. وسيكون مسار الرحلة صعبا على السائقين والمشاركين الذين استعدوا لعبور هذه المسافة, فالمتطوعون في القافلة لهم من الصبر ما يمكنهم من إيصال هذه المساعدات إلى أهلها, مساعدات تتمثل على الخصوص في12 سيارة إسعاف, وزورقا واحدا, وشاحنة إطفاء ومولدات كهرباء وكمية مهمة من الأدوية والملابس والأجهزة والأغطية والهدايا للأطفال. وأبرز متطوع في القافلة أن المشاركين في القافلة سيتبرعون بالسيارات والشاحنات التي حملت المساعدات لأهل غزة.