منذ دستور 2011 الذي صوت عليه المغاربة 'وصاحب الجلالة اعزه الله عبر خطبه الشهيرة ينادي بضرورة استكمال بناء المؤسسات وباستعجال والذهاب إلى صناديق الاقتراع بنزاهة وشفافية بعيدا عن اللغو والصخب وإثارة الفتنة بأدلة وحجج فارغة. مرت أكثر من 3 سنوات والمعارضة القديمة لا تلامس الحقيقة في ممارستها للديمقراطية' في حجمها وبراهينها' وردها على مزاعم الأغلبية في أطروحتها يبقى باهتا ' كما أن الأغلبية لم تبد رغبتها في استكمال صرح هذا البناء' وهي تتهاوى وراء كل انتقاد وسخرية أمام معارضة جديدة في تنزيلها للدستورالذي لم تستطع أن تبلوره إلى واقع ملموس . إذن المعارضة في واد والحكومة بأغلبيتها في واد أخر' ولا احد له رغبة في طرح البديل ' والنزول إلى طاولة الحوار' وهو المخرج للازمة ومقارعة الرأي بالرأي الأخر' وإبعاد الرأي الواحد والوحيدالذي أصبح ضرورة للجانبين لتفادي إقحام البلاد في تجربة دول الجوار البئيسة والزج بها في متاهات نحن في غنى عنها . الهدف من هذا كله وحسب رأي الاغلبة وكان لسان حالها يقول أن السبيل الوحيد هو تشجيع المعارضة داخل البرلمان وخارجه للنهوض بدورها ومهامها على الوجه الأكمل مؤكدة في هذا الإطار بان المعارضة تفتقد للمصداقية ولن تجد بديلا عن نقد ذاتها وان تعبيرها لا يجد الأذن الصاغية في المجتمع المغربي وفي الساحة السياسية وبالتالي فإنها مجرد ظواهر صوتية تتغنى بشعارات جوفاء وتتلذذ بأكاذيب وأطروحات لا تمت للمجتمع بصلة كما جاء على لسان صقور حزب المصباح داخل قبة البرلمان . فهل نحن فعلا لنا نية بطي صفحة الماضي باستشراف واعد للمستقبل 'وبفكر متنور لاستكمال هذا الصرح بديمقراطية حقة أم أننا لازلنا عند البداية لا نبرح مكاننا ليس لنا هوية ' ولا انتماء' ولا هدف واضح نطمح إليه . هذا الحديث يجرنا إلى القول' بان الانفتاح نحو الديمقراطية تقتضي من المعارضة ترتيب البيت الداخلي بعيدا عن المزايدات والتجاذبات السياسية' والرقي بالعمل السياسي بإنتاج خطاب سياسي' متحضر' ومتفتح قادر على مواجهة التحديات المعاصرة مع تحقيق مبدآ التشاركية السياسية التي أصبحت مبدآ أساسيا لامحيد عنه في أفق الاستعداد للاستحقاقات المقبلة دعما للاختيار الديمقراطي والمنافسة الشريفة . ونحن نعتبرها خطوات صعبة المنال لتحقيق الحق وإبعاد الباطل عن مسيرة سياسية انهكتها التطاحنات السياسوية الضيقة للوصول بالبلاد إلى ممارسة ديمقراطية سليمة خدمة للمصالح العليا للبلاد. بقلم توفيق المصمودي