معركة جديدة تندلع بين الأغلبية والمعارضة بسبب منصب رئيس مجلس النواب خاصة بعد أن أعلن كريم غلاب الرئيس الحالي لمجلس النواب عن إصراره على الترشح للمرة الثانية٫ وهو ما أثار حفيظة مكونات الأغلبية التي اعتبرت ترشح غلاب "معركة خاسرة وفيها تعسف على فصول الدستور"، جاء ذلك على لسان عبد الله بوانو رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية الذي صرح لليوم24 بأن غلاب "تلزمه ثقافة سياسية حتى يعلم بأن رئاسة مجلس النواب تكون دائما من الأغلبية". ورد بوانو على تصريحات غلاب التي قال فيها بأن سبب ترشحه هو صيانة الديمقراطية، بأن "الديمقراطية تقول الأغلبية يكون منها رئيس مجلس النواب" مضيفا "اللي دوز نصف يوم في النضال السياسي يعرف هذا الأمر". وقال بوانو في تصريحات ل"اليوم 24" بأن غلاب الذي ينقم على الحكومة لأنها اتفقت على مرشح منصب رئيس مجلس النواب أثناء المفاوضات حول تشكيل الحكومة الثانية "هو نفسه جاء بنفس الطريقة عندما كنا نتفاوض على الحكومة في نسختها الأولى وحينها اتفقنا على غلاب كمرشح للأغلبية". ومن بين الأسباب التي قدمها غلاب لتبرير ترشحه لمنصب رئيس مجلس النواب هو كونه يريد "استكمال الإنجازات التي حققها خلال ولايته السابقة" وهو ما رد عليه رئيس الفريق النيابي لحزب المصباح بأن "هذه الإنجازات ساهمت فيها جميع الفرق البرلمانية أغلبية ومعارضة وليس غلاب وحده". وانتقد بوانو ما أسماه "الدعاية" التي يقوم بها موقع البرلمان لترشح غلاب، ذلك أن "المصداقية والنزاهة" تقتضي من غلاب أنه فور إعلان ترشحه أن يتوقف عن ممارسات مهامه داخل البرلمان ويوكلها إلى أحد مستشاريه "لا أن يستغل كل وسائل مجلس النواب للدعاية لنفسه". أما عن الاتفاق على اسم رشيد الطالبي العالمي كمرشح للأغلبية لرئاسة مجلس النواب أثناء المفاوضات حول تشكيل حكومة بن كيران الثانية، والتي ركز عليها غلاب كثيرا في توجيه انتقاداته للأغلبية فقد اعتبر بوانو بأن هذه المسألة ليست "من شأن غلاب ولا يمكنه أن يعطينا الدروس في العمل السياسي". وبلغة متحدية قال بوانو بأن يوم الجمعة المقبل الذي هو يوم انتخاب رئيس مجلس النواب "سيكون الحكم بيننا في هذه المعركة ونحن واثقون من فوز مرشح الأغلبية".