نظم المجلس العلمي بإقليم الفحص أنجرة محاضرتين في كل من مسجد الرحمة في قرية بلعيشيش جماعة أنجرة، يوم 20 ربيع الأول 1435 ه الموافق 22 يناير 2014 م . والمحاضرة الثانية في مسجد الجوامعة، جماعة حكامة يوم 27 ربيع الأول 1435 ه الموافق 29 يناير 2014 م . وقد ألقى المحاضرتين السيد رئيس المجلس العلمي بإقليم الفحص أنجرة الأستاذ عبد السلام أحمد فيغو، وكانت المحاضرة الأولى بعنوان: "الإسلام دين الاعتدال والوسطية" حاول فيه المحاضر أن ينفي تهمة العنف والتطرف المنسوبة للإسلام وأتباعه، وأوضح أن هذه التهم هي فرية مكشوفة أصبحت واضحة الأهداف والدوافع، وذلك أن كل عاقل يفهم حقيقة الدين الإسلامي يعلم أنه دين رحمة ورأفة، ويدرك أن العنف والتطرف مفاهيم دخيلة وجديدة على مجتمعنا الذي وسع وعلى امتداد قرون جميع الأديان والأجناس، وعاشوا كلهم في ذمة أهله، أعراضهم مصونة، وأموالهم محروسة، وكرامتهم موفورة. فما الذي جد في عالمنا إذا؟ ما الذي طرأ على مجتمعنا، ما الذي أوجد هذه الظواهر التي نرى؟ لا بد أن نقف وقفة تأمل، نتعرف فيها على ما آل إليه حالنا خاصة، ونتعرف على الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور الخلقي والديني والاجتماعي والاقتصادي، ونحدد ما ينبغي أن نفعل لتدارك ما فات، دون أن نغض الطرف عن تطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية في بلادنا وفي العالم أجمع. وأكد المحاضر أن من يتأمل حال بلادنا اليوم يجد تيارات متناقضة يموج بها المجتمع، وهي في ذات الوقت تتجاذب الشباب سعيا لاحتوائه حتى يفقد السيطرة على نفسه، فهناك من يغلو في الدين ويتشدد في فهم أحكامه، وذلك تيار آخر قد تحلل من الدين ومن القيم الأخلاقية. وأكد أنه لا بد من مواجهة هاتين الظاهرتين أو التيارين معا، وذلك بالكشف عن مدى الخطر الذي يصيب الدين نفسه، ويضر بالأمة كلها من جراء الفهم الخاطئ للدين أو التحلل من تعاليمه السمحة الصحيحة، ولا بد كذلك من الكشف عن المفهوم الصحيح للتدين، حتى يكون هذا المفهوم في صفائه، ونقائه في ذاته، وفي مصدره عامل جذب لكلا التيارين ومصححا لمسيرتهما في الحياة. فالتدين بمعنى الالتزام بأحكام الدين والسير على منهاجه أمر مطلوب ومرغوب فيه، ومحمود عند الله وعند الناس يعود بالخير والفلاح على أصحابه وعلى المجتمع. وبهذا يكون التدين كما أكد السيد المحاضر ظاهرة إيجابية، طالما ظل في إطار من الفهم الصحيح السديد، والتمسك الرشيد بالتعاليم الدينية والقيم الأخلاقية، مما يستوجب أن يؤيد ويدعم، فلا يناهض ولا يطارد. وبعد إعطاء عدد من الأمثلة والاستشهادات أكد في نهاية المحاضرة أن التطرف والتعصب ظاهرة مرضية، وأفضل علاج لها، هو الوقاية الصحيحة، والوقاية الصحيحة يجب أن تركز على التعامل العقلاني الذي يستهدف تصحيح الاختلالات وإشاعة الفكر النقدي والمشاركة والشورى والديمقراطية في كافة مجالات الحياة . أما النشاط العلمي الثاني، فقد تم في جماعة الجوامعة، حيث ألقى السيد رئيس المجلس العلمي للفحص أنجرة درسا ركز فيه على الوقوف مع كتاب الله عز وجل، وتوقف مع سورة "النبأ" وهي السورة 78 من كتاب الله وقد بين للحاضرين أن هذه السورة تضمنت الخبر الهام عن القيامة والبعث والنشور، وبين أن محور السورة يدور حول إثبات " عقيدة البعث " التي طالما أنكرها المشركون . وقد ابتدأت السورة الكريمة بالأخبار عن موضوع القيامة، والبعث والجزاء، هذا الموضوع الذي شغل أذهان الكثيرين من المعارضين للدعوة، حتى صاروا فيه بين مصدق ومكذب "عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون"؟ ثم بين السيد المحاضر كيف أقامت هذه السورة الدلائل والبراهين على قدرة رب العالمين، فإن الذي يقدر على خلق العجائب والبدائع، لا يعجزه إعادة خلق الإنسان بعد فنائه. ثم أعقبت السورة ذلك بذكر البعث، وحددت وقته وميعاده، وهو يوم الفصل بين العباد، حيث يجمع الله الأولين والآخرين للحساب. وبعد الحديث عن الكافرين، تحدثت السورة الكريمة عن المتقين وما أعد الله لهم من ضروب النعيم، على طريقة القرآن في الترغيب والترهيب . وأنهى حديثه بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظ بلدنا هذا من كل مكروه وسوء، وأن يبارك في عمر صاحب الجلالة أمير المومنين ويرزقه الصحة والعافية وطول العمر المديد، وأن يحفظه في ولي عهده الأمير مولاي الحسن وفي سائر أفراد أسرته . حسناء اليزيد عن : المجلس العلمي المحلي