خرس اللسان و شحت الكلمات لوصف بلادنا بشأن غزو تجارة المفارش لشوارعها. أسواق بالجملة لا تعرف حدودا لفرشها، و لا توقيتا، و لا نوعا و لا جودة و لا تخصص. العشوائية المفرطة في كل جنبات الأرصفة و في أرقى الشوارع… في تطوان، في مرتيل في المضيق و الفنيدق !!! لاحل لهذه المعضلة المتفشية بيننا و المتفاقمة يوما بعد الآخر سوى قول "حسبنا الله ونعم الوكيل". أحدثت أسواق لم تكن في الوجود يوما و احترقت أخرى بأسباب مجهولة و معروفة، و هجرة غير مفهومة لهذه المناطق تزداد عاما بعد الآخر ولا تزيد المدينة و نواحيها إلا بداوة و تأخر، بكل صراحة هناك دوافع مقصودة تعمل على القضاء على هوية و حضارة هذه المدينة عن كثب. لم يعد ما يبرر الحملة الشرسة و المتعمدة على معالم تطوان ونواحيها، لأن المشكل المتعلق بتجارة الفساد يتفاقم يوما بعد الآخر ويبرز في مشاهد غريبة لم تخطر بالبال يوما، حيث المتعاطين لهذا النشاط أبرزوا بحق انهم بعيدي كل البعد عن الاحترافية المهنية، بمباركة من يسمحون لهم بتخريب بلدنا، و آخر مشاهد هذا الخراب هي الصورة المصاحبة لهذا المقال و التي التقطت لتاجر في شاطئ مرتيل و هو يحاول عرض مفرشه المليء بملابس بالية رثة رماها الفرنجة واشتراها البؤساء منا ليعيدوا بيعها حتى فوق الرمال…"اللهم إن هذا لمنكر". طباعة المقال أو إرساله لصديق