أعلن صباح يومه الخميس 14 الجاري عن فعاليات المنتدى الثاني للمدن العتيقة الذي تنظمه الشبكة المتوسطية للمدن التاريخية بتعاون مع الجماعة الحضرية لتطوان، والذي سيستمر ثلاثة أيام متتالية تتخللها العديد من العروض العلمية التي سيلقيها مختصون في التراث العمراني والحضاري، ينتمون إلى العديد من الجامعات الوطنية والدولية، بالإضافة إلى استعراض تجارب بعض المدن في صيانة وتثمين نسيجها العتيق والتي سيقوم بها عدد من رؤساء الجماعات الترابية بالمغرب وخارجه. ولقد استهل حفل الافتتاح السيد محمد الأمين الصبيحي الذي أكد في كلمته على أهمية تنظيم هذا المنتدى في مدينة تطوان التي أصبحت منذ سنة 1997 تراثا إنسانيا عالميا حسب منظمة اليونيسكو، إلى جانب مدن مغربية أخرى مثل فاس ومراكش ومكناس والصويرة والرباط، الشيء الذي فرض على الحكومة المغربية، وجميع الفاعلين المعنيين القيام بأعمال صيانتها وإعادة تأهيلها. واعتبر وزير الثقافة في معرض مداخلته أن هذه المدن التاريخية قد عرفت خلال العقود الأخيرة تحولات عميقة في بنيتها الاجتماعية، وتغيرا في أنماط إنتاجها، أدى إلى تراجع إشعاعها الاقتصادي والاجتماعي، من حيث تحولها إلى مجال لإيواء الفئات الاجتماعية المستضعفة. إلا أنه ابتداء من بداية تسعينيات القرن الماضي بدأت الحكومة المغربية تولي اهتماما متزايدا بهذه المدن، من خلال السعي إلى تحويلها إلى مجال لاستقطاب الاستثمارات، ولا سيما المرتبطة منها بالمجال السياحي، ثم الحرص على تطوير الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالصناعة التقليدية والسياحة، للرفع من مستوى معيشة ساكنتها. ومن جهته تدخل المدير العام للجماعات المحلية السيد علال السكروحي، وأشار بوضوح إلى فشل المقاربات السابقة في معالجة الاختلالات التي تعرفها المدن العتيقة بالمغرب، داعيا في نفس الوقت إلى ضرورة التفكير في منهجية جديدة مبنية على توحيد التدخلات التي تقوم بها المؤسسات الحكومية والجماعات المحلية، وإشراك الساكنة في اتخاذ القرارات الحاسمة التي تهم تغيير أنماط عيشها. كما دعا في نفس الوقت إلى أهمية التفكير في خلق مؤسسة وطنية مدختصة في مجال التدخل داخل المدن العتيقة، مع مدها بالإمكانيات المادي الضرورية، كما طالب السيد السكروحي في نفس الوقت إلى ضرورة إعادة تكوين المقاولات في مجال الاشتغال داخل الأنسجة القديمة. كما تدخل السيد رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس جهة طنجة الذي أكد حرص الجهة على ضخ أموال مهمة في البرامج التي تهدف إلى رد الاعتبار لجميع المدن العتيقة المتواجدة في الجهة، معتبرا أن إنقاذ هذه المدن يدخل ضمن الأولويات التي يحرص مجلس جهة طنجةتطوان على المساهمة في حل إشكالاتها المتعددة. رئيس الجماعة الحضرية لتطوان السيد محمد إدعمار ركز في كلمته على تثمين المبادرة الملكية السامية من أجل رد الاعتبار للمدينة العتيقة لتطوان من خلال إعطاء انطلاقة الأوراش الضخمة التي ستعرفها بمبلغ مالي يقدر ب 315 مليون درهم. واختتم حفل الافتتاح بتكريم شخصيات وطنية ومحلية ساهمت بفكرها وإبداعها في إبراز الموروث الثقافي والحضاري الذي تزخر به المدن العتيقة، ويتعلق الأمر بكل من المؤرخ وعضو أكاديمية المملكة المغربية الدكتور عبد الهادي التازي والفنان التشكيلي محمد بنيسف والشاعر عبد الكريم الطبال، ورجل السياسة والتربية مدير مدرسة الفضيلة سابقا الأستاذ عبد السلام الصفار.