قال الرئيس المؤسس لمنتدى كرانس مونتانا جان بول كارتيرون، إن جهة الصحراء المغربية أصبحت نموذجا حقيقيا للتنمية بالنسبة لإفريقيا. وأوضح كارتيرون، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة مرور 40 سنة على انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، أن "الأقاليم الجنوبية المغربية تشهد تطورا سريعا، تدعمه سياسة دينامية للغاية من الرباط، واستثمارات مهمة، إنها نموذج حقا".
وذكر بأنه خلال دورة منتدى كرانس مونتانا التي نظمت في مارس 2015 بالداخلة، بحضور 800 شخصية تمثل مختلف مناطق العالم "كنا سعداء ونحن نرى شغف أصحاب القرار، والحكومات والقطاع الخاص لاكتشاف هذه المنطقة".
وقال رئيس هذه المؤسسة السويسرية الشهيرة إن "العالم يريد أن يرى، ويقوم بتقييم وتقدير هذا النجاح الباهر"، مؤكدا أن الأقاليم الصحراوية نالت الحظ الأوفر من مشروع التنمية، الصانع للسلام، الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأكد كارتيرون أنه كان شاهدا على الجهود الكبيرة لعصرنة والتزويد بالطاقة انطلاقا من الشمال نحو الأقاليم الجنوبية، مسجلا أن لذلك رمز كبير، في انتظار أن يصبح الجنوب، وهو يصير إلى ذلك بسرعة، مستقلا في مجال الطاقة، بالإضافة إلى وضع الوسائل المنشطة للاقتصاد منذ مدة".
وأبرز أن منتدى الداخلة كشف عن الرغبة الأكيدة للساكنة المحلية في الانفتاح على العالم بفضل الصورة الإيجابية والواعدة التي تتمتع بها المملكة، مشيرا إلى أن "عملنا كان حاسما في هذا الإطار وينسجم مع المبادئ الكبرى للتنمية كما وضعتها الأممالمتحدة".
وبالنسبة لرئيس كرانس مونتانا، ففي الوقت الذي يبدو فيه العالم منشغلا بحالات مزمنة من عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمني والاجتماعي، يبرز المغرب كواحة تنعم بالاستقرار.
وأكد أن "سياسة السلام والتنمية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، هي أكثر من أي وقت مضى، إحدى المكونات الحيوية بالنسبة لمنطقة المتوسط والعالم"، معربا عن سعادته وهو يرى الأقاليم الجنوبية تستفيد من هذه السياسة التي ستمكن من إشعاعها داخل المملكة وتقديم مساهماتها من أجل غد أفضل.
وبالنسبة لكارتيرون، فإن ذكرى انطلاق المسيرة الخضراء أكثر من مجرد ذكرى، فهي "احتفال مستحق بنجاح باهر وتعبير عن أمل كبير بالنسبة للمغرب ولإفريقيا ككل".
ويعتبر منتدى كرانس مونتانا منظمة دولية سويسرية تعمل على تشجيع التعاون الدولي والتنمية الشاملة ودعم الاستقرار والإنصاف والأمن في العالم.
وقد نظم هذا المنتدى في مارس الأخير دورة استثنائية بالداخلة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حول موضوع "إفريقيا، تعاون إقليمي وتعاون جنوب-جنوب" بمشاركة وفود تمثل 112 بلدا.