أوضح بلاغ صادر عن منتدى "كرانس مونتانا"، أن هذه الدورة التي تفتتح اليوم الجمعة، بمدينة الداخلة، حاضرة جهة وادي الذهب الكويرة، تشهد مشاركة 112 بلدا من مختلف انحاء العالم منها 36 بلدا إفريقيا و30 بلدا آسيويا و31 دولة أوروبية و15 دولة من أمريكا اللاتينية، فضلا عن أكثر من 20 منظمة إقليمية ودولية. ويحضر في هذه التظاهرة العالمية، التي تنعقد إلى غاية 14 من الشهر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار "إفريقيا والتعاون الإقليمي والتعاون جنوب - جنوب"، عدد من كبار المسؤولين من المغرب ومن عدد من الدول الإفريقية، وصناع قرار ورؤساء منظمات دولية وإقليمية، وخبراء اقتصاديون، ورجال أعمال من دول مختلفة.
وأوضح بلاغ المنظمة السويسرية المشرفة على هذا المنتدى أن "نجاح هذا الحدث الاستثنائي فريد من نوعه على امتداد ال30 سنة من تاريخ المنتدى"، موضحا أن أزيد من 800 مشارك يتواجدون حاليا بالداخلة من ضمنهم حوالي 600 جاؤوا من الخارج، من بينهم نحو مائة من رؤساء الدول والحكومات والوزراء ورؤساء البرلمانات والبرلمانيين، إلى جانب رؤساء دول سابقين ومسؤولين دوليين سامين وممثلي هيئات إقليمية والدولية.
وبالفعل، يضيف ذات البلاغ، فإن تنظيم هذا المنتدى في الداخلة يمثل "مبادرة سلام هامة وفرصة للجميع للالتقاء والحديث".
وقد أبرزت مؤسسة "كرانس مونتانا" أن المغرب دأب، خلال السنوات الأخيرة، على تعزيز مكانته المتميزة ضمن البلدان الإفريقية كبلد رائد على الصعيد التنموي، بفضل الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضافت أن المغرب، بالنظر لموقعه الاستراتيجي أيضا، أصبح حلقة وصل في العلاقات بين الشمال والجنوب وكذا بين بلدان الجنوب، ويضطلع بدور متميز باعتباره نقطة تقاطع رئيسية هذه العلاقات.
وبالنسبة للمنتدى، فإن اختيار مدينة الداخلة لاحتضان اجتماعه السنوي، تحت شعار "إفريقيا، التعاون الإقليمي والتعاون جنوب - جنوب"، إنما هو تأكيد لاختياره أرضا إفريقية، للتداول حول شؤون إفريقيا الغنية بالموارد، والتي تعرف معدل نمو بطيئا.
وأكد، في هذا الإطار، أن القارة تحتاج إلى عناية مركزة بالنظر للآفاق الواعدة التي ترتسم أمامها، ولكونها موضوعا للعديد من المخاوف الدولية.
وسيناقش المؤتمرون عددا من القضايا المرتبطة بالتنمية في القارة الإفريقية، وكذا القضايا التي تعتبر مثار قلق وانشغال بالنسبة لدول القارة.
وهكذا ستناقش هذه التظاهرة من خلال ورشات وجلسات عمل قضايا التنمية الاقتصادية في إفريقيا وتعزيز التعاون جنوب - جنوب"، و"سياسة المغرب في مجال التعاون الإفريقي" و"التدبير الجيد للموارد الطبيعية في إفريقيا" و"تحديات الثورة الرقمية في العالم وفي إفريقيا".
كما تهم المحاور المدرجة في جدول أعمال المنتدى أيضا "تنمية الصناعات البحرية في إفريقيا" و"الأمراض والأوبئة العابرة للحدود ومخاطرها على الصحة العمومية" و"تطوير الصناعات الزراعية والغذائية والصيد البحري في إفريقيا" و"تطوير القطاع المالي والبنكي في إفريقيا" و"النهوض بالصناعات السياحية في إفريقيا" و"العناية بالطاقات المتجددة في إفريقيا" و"تعزيز الحوار بين إفريقيا ودول المغرب العربي وأوروبا" و"قضايا التربية والشغل والشباب في إفريقيا".
وسيشكل منتدى "كرانس مونتانا" كذلك فرصة سانحة للمشاركين للاطلاع على النموذج التنموي بالأقاليم الجنوبية ومظاهر التنمية بها منذ استرجاعها إلى حظيرة الوطن، والوقوف عن كثب على مظاهر التنمية التي تشهدها هذه الأقاليم بفضل الالتزام الراسخ للسلطات العمومية بتوفير كل شروط الازدهار والتنمية لهذه المنطقة من المغرب وكذا الانخراط الفعال وغير المشروط للساكنة المحلية.
يذكر أن منتدى "كرانس مونتانا" تأسس سنة 1986 في سويسرا، وهو منظمة غير حكومية تهدف إلى تشجيع التعاون الدولي والحوار والنمو والاستقرار والسلم والأمن في مختلف دول العالم، وتربطه بالإيسيسكو علاقات تعاون متميزة حيث يشارك المدير العام للإيسيسكو في الاجتماعات السنوية للمنتدى التي تبحث فيها قضايا الحوار والتحالف بين الثقافات والحضارات والقضايا ذات الصلة بالتنمية الشاملة في دول الجنوب.
كما أن رئيس المنتدى، السفير جان بول كارترون، هو أحد سفراء الإيسيسكو التسعة للحوار بين الثقافات والحضارات.