منذ إطلالته التلفزيونية بالقناة الثانية، قبل حوالي عام، والتي واجه فيها أحد دعاة إقحام الدارجة في المناهج التدريسية، غاب المفكر والمؤرخ والروائي عبد الله العروي عن المشهد الثقافي العام، ولم تظهر له إصدارات جديدة، إلى أن ظهر يوم أمس الأربعاء المصادف للثالث من دجنبر الحالي، بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية وافتتح محاضرات "ملتقيات التاريخ" المنظمة من قبل الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية، بمحاضرة حملت عنوان : " المواطنة: مساهمة، مجاورة ". وكانت مناسبة ثقافية كبرى تشهدها العاصمة، إذ غصت قاعة المكتبة الوطنية بأعداد من المثقفين والطلبة والمتتبعين، واضطر الكثيرون إلى الوقوف على الجنبات.
واستعرض مؤلف "مفهوم الحرية" و"مفهوم الإيديولوجيا"، في محاضرته دلالات مفهوم "المواطنة"، والفرق بين معانيها من خلال شواهد تاريخية وآثار مفكرين ومنظرين عالميين كأرسطو وجان جاك روسو وسبينوزا وجون لوك وهوبز.. وغيرهم.
ولخص الأستاذ عبد اله العروي مفهوم المواطنة الحقة فيما سماه ب"أس الأس"، أي "وعي الإنسان بذاته وبحريته وبسلطته على ذاته"، معتبرا أن كل واحد "لا يستشعر هذه الحقيقة في سره هو غير معني بالمواطنة كما نظّر لها روسو"،
كما طرح المفكر المغربي مسألة البيعة والولاء والمواطنة وشروطها، ومفهوم المواطن المساهم وليس المجاور، حيث يحيل مفهوم المواطن المساهم إلى مفهوم "الدولة المواطنة. "