شن المفكر عبد الله العروي خلال المحاضرة الافتتاحية التي ألقاها بالمكتبة الوطنية ضمن الدورة الثامنة لملتقيات التاريخ التي تنظمها الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية، "شن" هجوما كبيرا على طقوس الحكم في المغرب، خاصة المتعلقة منها بحفل الولاء، واصفا المشاركين في حفل الولاء بأنهم “مَوالٍ وليسوا مواطنين”. واتخذ المفكر صاحب كتاب " الإيديولوجيا العربية المعاصرة"، من الإحساس الذي تولده مشاهد البيعة منطلقا لتشريح مفهوم المواطنة، حيث اعتبر أن الرافضين لهذا الطقس يستشعرون أنفسهم مجرد «آفاقيين مجاورين وليسوا مشاركين يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها غيرهم». وتوقف المؤرخ المغربي عند دلالات ملفوظ المواطنة المتدوال بكثرة هذه الأيام ومدى مطابقتها لما ينادي به الرافضون لطقس البيعة، ليخلص إلى أنه تتم استعارته كمفهوم جاهز وشحنه بتطلعات ومطالب أكثر من تعبيره عن واقع الحال المعاش. وتابع العروي قائلا ان هذا الشعور الذي يعيشه المشاركون في حفل الولاء يجعلهم يحسون بأنهم ” خارج السرب، ومجرد أشخاص مجاورين ولا يتمتعون بحقوق يتمتع بها غيرهم”. إلى ذلك، أكد العروي أنه “لا يمكن ان تكون مواطنة مع الدناءة والخسة، فكل تحليل يتكلم على الحرية و الحقوق يفترض في الفرد الاستقامة”. وتبعا لذلك “لا مواطنة مع الدناءة والكذب والخيانة،” يوضح نفس المتحدث الذي شدد في نفس السياق على أن ” الفرد المواطن بالمعنى الحديث هو من يساهم في البناء السياسي”، قبل أن يتساءل “من لا يهتم بالسياسة لا يمكن ان يكون مواطنا، وإنما إنسانا سلبيا يقوم فقط بمطالبة الدولة بفعل أشياء عاجز هو عن القيام بها”. " أخبار اليوم"