بعد غياب دام لشهور طويلة، دشن المفكر عبد الله العروي عودته للساحة بهجوم كبير على طقوس الحكم في المغرب، خاصة المتعلقة منها بحفل الولاء. ووصف العروي، الذي القى محاضرة حول المواطنة، اليوم الأربعاء بالخزانة الوطنية بالرباط، المشاركين في حفل الولاء بأنهم "مَوالٍ وليسوا مواطنين". وتندرج محاضرة المفكر والمؤرخ العروي في إطار ملتقيات التاريخ التي تنظمها الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية، حيث ألقى محاضرة تحت عنوان "المواطنة والمساهمة والمجاورة"، أوضح خلالها أن "من يشاهد على مراسيم حفل الولاء، يقول ان هؤلاء المشاركين موال (أي خدم وتابعون) وليسوا مواطنين"، على حد تعبير المفكر الذي دعا إلى البحث في الشعور الذي يخلفه الحفل لدى المشاركين فيه وما ان كان طبيعيا. وتابع العروي قائلا ان هذا الشعور الذي يعيشه المشاركون في حفل الولاء يجعلهم يحسون بأنهم " خارج السرب، ومجرد أشخاص مجاورين ولا يتمتعون بحقوق يتمتع بها غيرهم". إلى ذلك، أكد العروي أنه "لا يمكن ان تكون مواطنة مع الدناءة والخسة، فكل تحليل يتكلم على الحرية و الحقوق يفترض في الفرد الاستقامة". وتبعا لذلك "لا مواطنة مع الدناءة والكذب والخيانة،" يوضح نفس المتحدث الذي شدد في نفس السياق على أن " الفرد المواطن بالمعنى الحديث هو من يساهم في البناء السياسي"، قبل أن يتساءل "من لا يهتم بالسياسة لا يمكن ان يكون مواطنا، وإنما إنسانا سلبيا يقوم فقط بمطالبة الدولة بفعل أشياء عاجز هو عن القيام بها".